أصدقاء؟

سلام، شلونكم؟ أسفة اذا تأخرت..
ابدا ما بنفسي اتأخر بس الظروف تصير، للأسف~
حبيت اقوللكم ان من هذا البارت وبعده الرواية احداثها جداً مهمة وممتعة، فما أريد أستعجل بيها.. واتمنى تتفهمون هلشي، لأن اذا استعجلت ح تفقد الرواية جماليتها.

اسفة لو تواجد خطأ غير مقصود، قراءة ممتعة 💙.

كـريـس:

اليوم هو أجمل يوم في حياتي، لا أعرف كيف أصف هذا لكنني سعيدٌ جدًا بهذهِ المشاعر الدافئة التي تغمرني، في كل الليال الماضية التشتت والتعب أخذ مني مأخذًا بليغاً لكن اليوم عندما عاد جود سالمًا.. كل ذلك زال وكأنه لم يكُن.

بيتُنا الذي مضت عليه أيامٌ من الحُزن الباهت ضجَ فجأة بسعادةٍ لم نتخيلها، في هذا اليوم أجزمُ أننا جميعاً نشعر بشعورٍ واحد.. وهو الفرح.

أضافة لهذا لقد جاء جوليان اليوم، عائلته جاءت أولاً وهو لحق بهم بعد وصول جود، من جانبٍ آخر أمي وعمتي طبختا ألذ الأطعمة.. أنا مُرتاحٌ جداً في هذهِ اللحظة، وأتمنى ألا أخرج منها.

خرجت من الحمام وبدلت ملابسي بعد ما مضى هذا النهار المليء بالمغامرات.. لكن هذا اليوم لم ينتهي بعد، فالجميع جالسون في الحديقة الخلفية، نحن لم نجتمع هكذا منذُ زمنٍ بعيد.. أي قبل دخولي للجامعة.
مُتحمس جداً لقضاء سهرةٍ مع الشباب.. وخصوصاً جوليان.

توجهت نحو الأسفل، كان البيت فارغاً.. لذا خرجت نحو الحديقة مباشرة وبالفعل كانوا جميعاً هناك، كُل يتحدث على حده.. الكبار معاً، الفتيات معاً.. جود وآرسلاند وجوليان معاً.

تقدمت بأبتسامة واسعة وحشرت جسدي بين جوليان وآرسلاند الذي سرعان ما رفس معدتي بمرفقه، ونظر لي بتعجرف، لم أهتم له وابقيت على أبتسامتي لأستفزه حتى أفسحا لي المجال، كانوا يتحدثون عن سوريا والأحداث هناك حتى قاطعتنا ليزا زوجة جوليان عندما قالت لجوليان: أمسك آرون قليلاً، لقد تعبت يداي من حمله.

لم يمانع هو أطلاقاً بل أخذه من بين ذراعيها بوجهٍ مُبتسم وهو ينادي على آرون: تعال هنا يا صغري، تعال يا بطلُ البابا.

للحظة شردتُ اتأمل الموقف، جوليان كبر حقاً وصار أبًا أيضًا.. ينظر لطفله وكأنه أثمن ما في الكون، عيناه تضحكان قبل شفتيه عندما ينظر له.. كما أن آرون لطيفٌ وجميل جداً، لديه ضحكة تتمنى أن تأكلها مثل ما تأكل قطعة كعكٍ هشة.

بالتفكير بالأمر، أنا أعتبر عمه!
لكنني لم أحمله أو ألعب معه ولو مرةٍ واحدة!
تحمستُ للفكرة، فأعتدلت بجلستي ونظرت لجوليان بعيونٍ لامعة وحماس: ضعه بين يدي قليلاً.

مددت يدي له تحت نظرات جود المُبتسم وآرسلاند الذي علق مباشرة بتعليقٍ سخيف: قد يسقط من بين يديك، دعه في حضن أبيه.

- لا شأن لك.
وبخته بنبرة سريعة وتجاهلته، لأركز مع جوليان الذي أبتسم ولم يمانع أبداً عندما رفعه ووضعه بين ذراعيّ، حجمهُ صغيرٌ لكن بذات الوقت طوله لطيف.. ذراعيه قصيرتان وساقيه كذلك، قبضته صغيرةٌ وجميلة..
عيناه الخضراويتان بلونهما الباهت تُحدقان نحوي بذهول، ولمعة صغيرة تبرقُ في قزحيتيه الواسعتين.
يُحرك شفته بلُطف ويخرج بعض اللُعاب..

طوقت أحدى ذراعيّ حول جسده والأخرى رفعتها لأداعب بها ذقنه برقة، ضحك وأرتفع خديه، يا إللهي مظهره يحثني على التهامه الآن.

عدلتُ جسده حتى صار وكأنه يجلس على فخذي والتفت نحو آرسلاند أبتسم بخبث، دنيت برأسي نحو آرون وقلت مُداعبا خده بأصبعي: هيا صغيري، أبصق على عمك آرسلاند.

حدق آرون بآرسلاند بتعجب وصدمة، عيناه جمدتا على صورة آرسلاند الذي سرعان ما رمقني بنظرة قوية وكأنه يقول بها (سأقوم بسحقك بأي لحظة)، لكنه انحنى بظهره نحو آرون وقال له: كلا عزيزي، التفت وأبصق على وجه عمك كريس.

لا يبدو أن الطفل فهم ما نعنيه، وبقى يحدق بنا يمينا ويساراً بصمت ودهشة. حينها تدخل جوليان يمد يده لي لأعطيه أبنه قائلاً: يا شباب لقد بذلت جهدًا؛ ليكون أبني ولداً صالحاً.. لا تفسدوا تربيتي رجاءً.

نظرت له بنظرة نصف مُغلقة وأنا احاول كبت ضحكة أستهزائي نحوه، لكني رفضت أن اعطيه الطفل ورفعت جسده أمام عيني أبيه: إذن، سأعلمه كيف يبصق في وجهك.

ضيق عينيه نحوي ومد يده ليسحب آرون من بين يدي: كلا، بل أنا سأعلمه كيف يركل مؤخرتك.

أبتسمت بجانبية وسخرت منه: سأجعله يرميك في الشارع قبل أن تعلمه كيف يركل مؤخرتي.

قبل ما يرد جوليان علي حمحم جود وهو يرمقنا بنظرة لطيفة لكنها مبطنة بالتهديد: نحن نجلس بين النساء الآن، فحافظا على ألفاظكما.

ضرب جوليان كتفي وقال موبخا إياي: لقد نسيت بسببك، كن عاقلاً قليلاً.

ما بال هذا الرجل؟ هل لأنه متزوج ولديه طفل يحاول التصرف بنضج؟ أم أنه أنظم لحزب جود وآرسلاند!
تجاهلت الأمر برمته وعرضت عليه: هل سنسهر على لعبة فديو الليلة كما فعلنا عندما أحضرت كارمن لمنزلنا أول مرة؟

لم يكد جوليان يرُد حتى تدخلت عمتي يوليا بصوتها المتحمس وكلماتها الصاخبة: لا تكن سخيفاً حبيبي، هو لديه زوجة سينام بجانبها ماذا سيستفاد منك؟

كلماتها رغم واقعيتها لكن جعلتني أرمش بلحظة إدراك.. ترددت بسؤال جوليان إذا كان لن يسهر معي حقا وأزدردت ريقي بصمت، حينها تدخلت ليزا قائلة بصوتٍ لطيف: لا بأس، يمكنه أن يسهر مع كريس.. فهما لم يلتقيا منذ مدة.

تلقائيًا أتسعت أبتسامتي برضا ونظرت لها بعيونٍ لامعة أحاول أن أعبر من خلالهن عن أمتناني، ربت جوليان على كتفي وأجاب عمتي: نعم، نحن لا نلتقي كثيراً كما في السابق منذ أن تخرجنا وصرنا مسؤولان عن العمل.

تنهدت بتعب وأسندت رأسي على كتف آرسلاند العالي بجانبي: منذ التخرج.. لم يعد شيئاً على ما يُرام.

تدخل ألياس معلقاً: على العكس تماماً، فبعد التخرج تصبح الأمور أفضل وتستطيع أن تعمل وتعتمد على ذاتك أكثر.. فتحصد مالك الخاص.

- نعم بالذل.
أجبته متنهداً بتعب، فلاحظت أبي يرمقني بتفحص وعندما تلاقت نظراتنا سأل: كيف ذلك سيد كريس؟

حسناً بما أنه قال سيد كريس يعني أنه يهينني، فشخصٌ مثل أبي لن يبجلني هكذا.. لكن كلما قال سيد كريس، أعرف بأن توبيخة قادمة~
أبتسمت بتكلف وأجبت: أقصد ذل العمل، لا أقصد أنك تذلني بكل قرش مالٍ تعطينياه على عملي.

- متى فعلت ذلك؟
تسائل بصدمة، ولم أستطع كبت أبتسامتي التي خرجت بصدمة أيضا: ومتى قلت بأنك فعلت؟

- كلامك واضح!

- كلا، لم أقصد ذلك يا أبي.. على العكس أنت تحترمني وتغدق المال عليّ أكثر مما يغدق الدش عليّ ماءً ~
حاولت ترقيع كلماتي حتى لا ينتهي بي الأمر مطروداً كالكلب من الجلسة الجماعية هذه، التفت آرسلاند نحوي برأسه وتمتم: هل حب الأهانات يمشي بدمك؟

إللهي، سيبدأ هذا السخيف برمي كلماته على مسامعي.. لم أحبذ تجاهله هذه المرة، فأبتسمت له بأستفزاز: وهل تراني أقلدك؟

ما أن نطقت حتى شعرت بمرفقه يستقر بمعدتي بقوة، تأوهت بألم وأمسكت مكان الضربة أكتم صوت الألم، لكن بما أنه قريبٌ مني أستغليت الفرصة وتسللت بأصابعي نحو خاصرته لأقرصه بشكلٍ مباغت.

هو لم يكن منتبهاً لي عندما مددت يدي، لذا سرعان ما أنتفض جسده بصدمة وجعد تعابيره بغضب، الجميع أنتبه له معتقدين أن شيئاً ما أصابه بينما أنا أبتسم بهدوء وكأنني لم أفعل شيء.. دلك مكان قرصتي وطمئنهم بصوتٍ ثقيل يخفي في طياته الغضب: لقد لسعني كريس الطفل.

رمقتني أمي بنظرة عتاب بينما كانت الفتيات يضحكن على أنتفاضة آرسلاند، جود وجوليان يهزان رأسهما بقلة حيلة وأنا أبتسم براحة في الخلفية.

_______________

كــارمـن:

كان الوضع مُريح للجميع، أستطعت تنفس الصعداء بعدما رأيتُ يولاند تبتسم براحة بجانبي، تسترق النظرات مع جود بينما الجميع منشغلٌ بالحديث، يممكني الشعور بطاقتها المُتجددة اليوم وهذا أسعدني حقاً، كُلنا سعداء بعودة جود سالماً..
ضحكتُ كثيراً على الجو الذي خلقه كريس بمزاحه مع آرون، وقرصه لآرسلاند.. حقاً هو الشخص الوحيد القادر على تجاوز حدوده مع آرسلاند دون الخوف من العواقب.

رمقني بطرف عينه بلومٍ عندما رآني أضحك عليه، فأبلتعت ريقي وحاولت كتم أبتسامتي بينما هو يضيق عينيه نحوي، تحاشيت النظر له حتى لا نجذب الإنتباه وعدت أركز في حديث الفتيات، كانت ديلا تخبرنا أن جان يُريد التقدم لخطبتها ويحضر عائلته بما أن جود قد عاد والأمور تحسنت، لكنها تريد التحدث مع والديها أولاً.

فجأة رأيت آرسلاند ينسحب من الجلسة متجهاً نحو المنزل، بقيت أراقبه بصمت حتى أختفى لكني صرت أكثر هدوءًا برؤية المكان يخلو منه، لماذا ذهب بينما أنا هنا؟ هو حتى لم يعطيني أي اشارة أو ينظر لي قبلما يذهب.. شعرتُ ببعض الأحباط يحتاج صدري ، لكن رغبت بمعرفة السبب الذي دفعه للذهاب هكذا دون مُبالاة، شيءٌ أستمر بمضايقتي من فعلته هذه، حتى أنني لم استطع الأستمتاع بالحديث ولا التركيز به أصلا.. بما ان الأمر بات ثقيلاً عليّ، قررت الذهاب للأعلى بعد مرور ربع ساعة جلست بها على نارٍ وانزعاجٍ مكتوم.. استأذنت بحجة الذهاب للنوم وبأنني مُتعبة، فتمنيت للجميع ليلة طيبة ثم أنسحبت متجهة لغرفتي.. لا أنكر أن بعض الغضب اجتاح أعصابي إلا أنني أعرف كيف أكبحه.

حين صرتُ أمام غرفتي أوشكت على فتح الباب والولوج لكنني تراجعت بآخر لحظة وذهبت نحو غرفة آرسلاند بحاجبين معقودين وانفاس نارٍ وغضب، طرقت على الباب عدة طرقات كانت قوية بعض الشيء.. لأنني مطمئنة أن لا أحد سيسمعني بما أنهم كلهم في الحديقة.

لم يستجب لطرقاتي، فضربت الباب براحة يدي مرتين وصارت أعصابي أكثر أنشدادًا، حينها على حين غفلة أنفتح الباب ليكشف خلفه هيئة آرسلاند..

عيناي رمتا بعض الشرار عندما حدقت به، بينما هو ينظر لي بهدوء، لم أنطق بحرف مُنتظرةً أياه كي يتحدث لكنه كان يتمعن بوجهي بأستفهام حتى نطق أخيرًا بسؤاله: هل حدث شيء؟

يبدو أنه كان يستحم نظرًا لخصلاتهِ المُبللة والمُبعثرة على جبهته، لقد تخفى اللون الذهبي لهن بين سواد الخُصلات الأخرى، لهذا تأخر بفتح الباب.. لكن الآن سؤاله بدا غبيًا ومزعجاً أكثر بالنسبة لي، لقد ذهب ببساطة دونما يقول شيء ونحن لم نتحدث اصلا منذ الصباح! أبتلعت ريقي وابتلعت معه غضبي ثم أشحت بوجهي للجهة الأخرى، وقلت بأمتعاض: ألا تدري؟

تقدم هو خطوتين حتى صار خارج غرفته، بينما ذراعه اليمنى أرتفعت لتستند على الباب والأخرى وضعها على خصره، وعيناه تنظران نحوي بعيونٍ عسلية ضيقة: هل فعلتُ شيئًا خاطئًا؟

عقدت ذراعي لصدري ونظرت له بطرف عيني: وتسأل أيضاً؟

أبعد يده عن الحائط واعتدل بجسده، ثم تقدم نحوي خطوتين حتى صار أمامي مباشرة.. عطره المنعش أقتحم المساحة التي بيننا وجعلني أبتلع ريقي وابلل شفتي بلساني كي لا أستسلم له الآن، رفعت عيناي نحوه بنفس النظرات المجحفة:  أولاً لم نتحدث منذ الصباح، أنت حتى لم تكلف نفسك أن تتحين الفرصة لنتكلم! حتى جود الذي عاد من الموت تحجج ورأى يولا بينما أنت لم تكلف نفسك اي عناء، ثانياً عندما قمت من المجلس لم تنظر لي حتى ولم ترسل لي رسالة تقول فيها «تصبحين على خير»!
كل هذا وتقول هل فعلت شيئاً خاطئًا؟ كلا، ربما الخطأ في عقلي أنا..

لهثت أنفاسي عندما قلت آخر كلمة، لأنني منذ البداية اندفعت اقول كلماتي بسرعة وأنزعاجٍ شديد حمله صوتي ونظراتي نحوه، حينها كان صدري يعلو ويهبط بينما يمرر سبابته تحت أسفل شفته وينظر لي بأبتسامة هادئة، عقدت حاجبي بأستفهام.. مالذي يجعله يبتسم الآن؟! صكتت على أسناني ودفعت صدره بأصبعي: هل تعتقد أنني أمزح؟

أمسك بيدي التي نقرت بها على صدره، فحاولت انتزاعها منه لكن لا جدوى من ذلك إذ سحبني من خلالها نحوه وطوق خصري بذراعه الأخرى.. مُلصقاً جسدي بجسده، وأبتسامته لم تسقط من شفتيه فأخذ يرفع يدي نحو شفتيه ليُقبل ظهرها ببطء وهدوء.. الشعور بشفتيه على بشرتي بث في جسدي قشعريرة جعلتني انتفض قليلا بين ذراعيه، رفع عيناه من يدي وغرس عسليتيه بكستنائيتي منحنيا برأسه نحوي: ولما العجلة؟ كنت على وشكِ مراسلتك بعد انتهائي من الأستحمام، رغبت برؤيتك قبلما نومي لكنكِ سبقتيني~

بقيت أحدق بصمت بعد تبريره، لم أجد ردًا مناسبًا فأشحت بنظراتي على الجانب الآخر، حينها حرك هو خصلة من خصلاتي خلف أذني، ومرر يده ببطءٍ نحو ذقني حتى أمسك بها، بينما يدنو أكثر بشفتيه قُرب شفتي، يداي تشبثت بأكتافه.. فجاءه همسُه القريب يلفح بشرتي بدفء انفاسه: أشتقت لكِ.

أنشٌ واحد يفصل شفتينا عن صنع قبلتنا الثانية، التي دق قلبي بجنون ضد نبضاته التي أستمعت لها من ذلك القرب.. حتى تدخل في الجو صوتٌ ثالث.. صوت شهقة صغيرة جعلتنا ننتفض، ركضت أنا نحو الدرج وهو أبتعد للخلف خطوتان نحدق نحو مصدر الصوت.

جوان! كانت تقف عند بداية الممر تنظر نحونا بعيون متسعة وفاوهٍ مفتوح، الصدمة ترتسم على كل تقاسيم وجهها بوضوح.. أنا بالكاد أحاول سحب انفاسي، أما هو فيقف بهدوء بعدما رأى أنها جوان.. تنهد وقال مبتسماً: حمدًا للرب، ليس كريس.

حقاً حمداً للرب على ذلك، لكن..
هل جوان لن تتحدث، هي فقط كانت مصدومة ومشت بصمت حتى وصلت لباب غرفتها، فقالت بتوتر: كنت أريد التحدث مع كارمن..
لم أعلم انكما..
على كل حال تصبحان على خير..

كلماتها متوترة، وعبارتها مقطوعة، نظراتها مشتته..
أنا أخفيت وجهي بأحراج، بينما آرسلاند يضحك على تعبير جوان وأقترب نحوي مبتسما، فدفعته بسرعة وغيرت مكاني لأقول لجوان: لحظة، توقفي.. الأمر اننا.. المهم ماذا تريدين أن تقولي؟

- لا بأس، لا شيء مهم حقاً.
اشارت بيدها بسرعة وهي تفتح باب غرفتها، آرسلاند رمش عليّ عندما دفعته فرمقته بأنزعاج: لم تجد مكاناً مفضوحاً أكثر من هذا؟

تركته وركضت خلف جوان، الفتاة مصدومة حقاً..
لا ألومها أبداً، فأنا ايضاً مصدومة من نفسي.
سمعت آرسلاند ينادي خلفي لكني أشرت له بيدي: لاحقاً.

أمسكت بجوان وابتسمت بتوتر: يمكننا التحدث الآن، ليس لدي شيء أقوم به على أي حال.

نظرت خلفي نحو آرسلاند الذي يقف بصمت وسط الممر، ثم سألت بشك: هل أنتِ مُتأكدة؟

أومأت بسرعة: نعم، نعم.. دعينا نتحدث في الداخل.

أومأت هي بتفهم، فدخلت لغرفتها اولا ثم اوشكت أن الحق بها لكنني ابتسمت لآرسلاتد وهمست بصوتٍ مسموع: تصبح على خير.

أومأ لي بصمت، ثم لحقت بجوان داخل غرفتها، الوضع بدا غريبا ومتوتراً.. دلكت يدي ببعضهن وتمتمت بتوتر: نحن نتواعد منذ مدة ليست بطويلة.

هزت رأسها بتفهم ورفعت انظارها نحوي بجدية لتقول: حسنًا، في الحقيقة منذ مدة فكرت بأننا يجب أن نتحدث.. في البداية كانت لدي نظرة غير منصفة نحوكِ، وكنت أقيس الأمور من ناحيتي فقط، لذا أشعر بأنني مدينة لكِ بأعتذار.. لذا أنا أسفة على كل ما مضى، وأتمنى أن تكون أيامنا القادمة أفضل.

في الحقيقة كلماتها صدمتني، لم أتوقع سماع شيءٍ كهذا منها، رمشت بأستغراب نحوها حتى أستوعبت طول صمتي، فأبتسمت لها براحة: لا بأس، كان يجب أن أوضح لكِ الأمور حينها لكن يبدو أن كلتانا لم نكن ناضجتان نحو الأمر، المهم الآن أنا أتفهم سبب أنزاعجكِ مني.. لأن الأمر يخص كريس ويمكنني أخبارك لتطمئني هو مجرد صديق مقرب بالنسبة لي، والشخص الذي أحبه هو آرسلاند.

أشاحت بوجهه بحاجبين معقودين: ومن قال أنني مهتمة إذا أحببتي كريس أم لا.. لا شأن لي.

أبتسمت بأتساع على محاولتها بأخفاء مشاعرها، هي واضحة تماماً لي عندما يتعلق الموضوع بكريس، عقدت حاجبي لصدري وجلست على الأريكة الصغيرة في زاوية غرفتها: حقاً؟ ألا تغارين عليه وتهتمين له لأنك تحبينه؟

نظرت نحوي بقوة ورفعت حاجباً لتجزم بأصرار: لا!

- المكابرة لن تنفعكِ أبدًا، عليكِ اظاهر مشاعركِ له على الأقل حتى يفهمكِ ويفكر بكِ بجدية.

ارتخت نظراتها وهدأت تعابيرها، لتستمع بصمت، فأكملت: أنا هنا لمساعدتكِ أذا احتجتِ للمساعدة، يمكنكِ مشاركتي أفكاركِ، لنصبح صديقتان؟

بقت تفكر للحظات بهدوءٍ يكتسح وجهها، ثم أخيرًا رفعت عيناها البندقيتان نحوي وأبتسمت ابتسامة صغيرة اراها لاول مرة: حسناً، شكراً لكِ.

__________________

شنو رأيكم بالشباب وسوالفهم؟ ضحكتو؟ 🌚

آرسلاند وكارمن وتطورهم؟

جوان؟

"ربي أعوذ بك من شتات الأمر ومسّ الضُّر وضيق الصدر، ربي إن كان هناك ذنب يحول بيني وبين تيسير أموري اغفره لي اللهم وأسعدنا سعادة لا نشقى بعدها أبدًا، ربي اني استودعتك أدعيه فاض بها قلبي فأستجبها لي يا كريم" 💕

Comment