أستغراب!

السلام عليكم 🌝💓
أعرف متأخرة شهر ~
متوقعت بصراحه هلكد متأخرة! الوقت يمشي بسرعة كبيرة سبحان الله. طبعاً اعذروني جداً بس كانت عندي بعض الظروف الصحية الي منعتني أكمل البارت، رغم كنت كاتبة فوق النص منه.. الحمدلله كملته بالليل بس أجلت لتنزيله لهل وقت حتى تقرأونه وانتو مصحصحين وما تسهرون 🌚🌸.


«لا تنسوا الضغط على النجمة في الأسفل».


أعتذر لو تواجد أي خطأ غير مقصود، قراءة مُمتعة 💙.


______________________


كــريـس:



كدتُ أصطدم بكارمن لولا تدخُل آرسلاند السريع عندما سحبها خلفه، فأرتطمتُ بكتفه. في الواقع شعرتُ بكتفي يتحطم داخلي جسدي لكن الوقت لم يُسعفني كي أصرخ، فقد أقتربت جوان مني بملامح متوحشة جداً وكأنها ستفترسني الآن!


خرجتُ مُسرعاً نحو سيارتي، لكن اللعنة إنها سريعة! تذكرتُ المعلومة التي قرأتها مرة بإن الغزالة أسرع من النمر لكن تلفتها يجعلها ضحية له، بعدما تُبطئ سُرعتها بسبب التَلفُت.
لذا قررتُ ان اركضُ فقط دون التفاتة، وضاقت انفاسي حقاً، فأنا شاب يتعب على الورق لا في القاعات الرياضية؛ لذا لم أكن أستطيعُ تحمُل ذلك كثيراً.


حتى وصلتُ قُرب الباب الرئيسي وكان موصداً بالأقفال! يا إللهي كم من الوقت سأحتاج لفتحه؟ تقريباً دقيقة كاملة. حينها ستكون جوان قد تركت رأسي قُرب جُثتي.


اسرعتُ بمحاولة فتح الباب، رغم علمي بإنها ستصلني قبل فتحه، لكن المحاولة خيرٌ من الفشَل على الأقل.


وللأسف حدَث ما خشيته~
إذ حين ألتفتُ بعد سماعي أصوات خطواتها تقترب مني، كانت على وشكِ شدي من شعري لكني بكُل رجاء قُلت: إلا شعري أرجوكِ!


حينها ودون سابق إنذار أقتربت أمامي وشدتني من أطراف سُترتي الرسمية، ومن ذلك القُرب قالت وهي تصكُ على أسنانها بغضبٍ واضح: هل تعتقد إنني بلا أسم كي تُسميني ذُبابة؟!


تصلب جسدي وأنا أنظُر لها، تنتفضُ غضباً أمامي، أزدَردتُ ريقي بصعوبة ورفعتُ كفيّ بتردد ليحُطن فوق كفيها اللذان يُمسكان بسُترتي. رمشت على تعابيرها المنزعجة، لما هي أصبحت حساسة هكذا؟ لم تكن كذلك.. أوه تذكرت شيئاً إنها تلك الفترة من كل شهر التي تصيب الفتيات، بللت شفتي لأقول بهدوء: حسناً، لم يكن عليَّ تسجيل أسمكِ بهذا اللقب في هاتفي.. لكنني كنت أمزح فقط، أعلم أنها فترة صعبة عليكِ ولا يمكنكِ التحكم بمشاعركِ ومزاجكِ، لكن الغضب ليس لصالحك أبداً، فهو مُضر بالنسبة لوضعكِ.


عُقدة حاجبيها التي حوت الغضب، حملت بعض الأستغراب بعد كلامي ويبدو أنها فكرت به؛ لهذا أرخت شدها لي قليلاً.
وبينما هي كانت تعطيني تعبيراً غريباً، رفعت حاجبيّ ومددتُ شفتي ببراءة: لقد تجعدت سُترتي الأنيقة~


أشرتُ لقبضتها بعيون مُتلألأة وحزينة، ثم أردفت رغم أنها لم تغير نظرتها إلا للأستهزاء: يا اللهي، كيف سأخرج بسُترة مُجعدة وأنا المُصمم الماهر، المُبدع، الرائع، الأنيق كريستيان هنري؟!


صوبت نظرة كهربائية نحوي، جعلتني أقشعر داخلياً وأترقب ردة فعلها الآتية.. وبينما أنا أفكر بذلك دفعت هي جسدي، فأرتد للوراء وكدت أصطدام بالباب لولا توازني.. إنها أنثى خطيرة.


فقد تركتني مباشرة وأتجهت للداخل، ثم قالت دون أن تلتفت: أحذف رقمي من هاتفك اللعين.


وقفتُ أُعدل بسُترتي وأنفضها جيداً، فأجبتها بمرح: سأغير الأسم لـ(الجميلة والرائعة جوان ألياس المُبجلة).


لم تلتفت حتى، مما دفعني للضحك عليها.
حقاً سأغيره لهذا الأسم لكن في الواقع أنا أقصد المتوحشة، الخطيرة~ وبما إنني أخاف أن أُكشف ثانيةً فعلتُ كما يقولُ المثل (المعنى في قلبِ الشاعر).


فتحتُ الباب وضغط على بصمة السيارة كي أفتحها، فانطلق صوت صفيرها الذي أحبه، أستعجلت الدخول لاتفحص رؤية مظهري بعدما تم أفساده من قبل كتف آرسلاند ويدا جوان. طالعتُ نفسي بتفحص وكنتُ كالعاة!
رائعاً وانيقاً، الشابُ الذي يُعطي للجمال معنى وللثياب رونقاً خاصًا.. بلا مُنازع إنهُ أنا.


- والآن كفى تغزُلاً وإلى العمل.


____________________________________


كـارمـن:


بينما أنا أتناول الطعام الذي أعدهُ جود شعرتُ بالصُداع يهدأ قليلاً، لا أعلم كيف ليولاند أن ترفض شاباً رائعاً مثل جود؟


- سلمت يداك جود على الطعام.
أخبرتهُ بأبتسامة مُمتنة، فبادلني إياها ورد: صحةً وهناء.


من أمامي انطلق صوت آرسلاند الذي بدا إنه أستمتع بالفطور أيضاً: لا أعلم لما جئت فتى، لو كنت فتاة لعرضت عليك الزواج تلقائياً.


ضحكت على تعابيره الجدية وهو يحدق بجود ليقول تلك الكلمات بكل مشاعره، رغم إنه لا يُشبه كريس لكنهما يشتركان ببعض الامور التي تُثبت لي إنهما أخوان رغم شدةِ إختلافهما، حينها جود أعاد ظهره للوراء وفرد ذراعيه على جانبي الكُرسي: وهل تعتقد إنني لو كنتُ فتاة قد أتزوج رجُل يحتاجني للطبخ فقط؟


نفى آرسلاند بأصبع السبابة: لا، لا عزيزي ستكون محظوظاً جداً بي، فقط أنظر!


أشار لجسده واكمل: أولاً لدي جسد رائع، عيناي جميلتان، وفك حاد، وذقن خفيف!
شعر طويل وبالإضافة لكوني رياضي مشهور، ومهندس حاصل على شهادة البكالوريوس من جامعة ستايل.


كان جود يرفعُ له حاجباً ويومئ بصمت على كلماته، فمد الآخر يده نحو علبة الزيتون ليلتقط واحدة منهن وهو يقول بتفاخر: وأخيراً وليس آخراً، أُحب الزيتون.


- هل أنتهيت؟
سأل جود.


- أذا كُنت تقصد إنني انتهيت من تعداد روائعي فللأسف لا، لكنني نسيتُ أغلبها لذا يمكنك القول إنني أنتهيت من الكلام الآن.


بنظرة ضيقة من جود: لكنني لو كنتُ فتاة، فلن أحبُذ الرجال المُغترين بأنفُسِهم كثيراً ~


وضع يديه على الطاولة ووقف: والآن أعذراني، عليّ الذهاب فلدي لقاء مع أحد أصحاب المطاعم.


أبتلع آرسلاند لقمته وتمتم له: أنت الخاسر في النهاية.


رمقه جود بطرف عينه وأبتسم بسخرية، ثم حول نظره نحوي ليقول: كُلي جيداً، وخُذي قسطاً من الراحة.. ستتحسنين قريباً.


هززتُ رأسه له بإيماءةٍ صغيرة: حسناً، حظاً موفقاً لكَ أيضاً.


أبتسم أبتسامة اخيرة ثم ضرب كتف آرسلاند بخفة: أراك قريباً آرس.


- حظاً جيداً.
تمتم آرسلاند له.


رغم سير الأحداث لكنني لا زلتُ مصدومة من طريقة كلامهما هذهِ أمامي! أعني ما كُل هذهِ الشفافية بالحديث؟ من الجيد إنهما أنهيا ذلك الحوار أخيراً، لكن لما الجميع يوبخ كريس لو تحدث هكذا؟ بينما هم يتحدثون عن هذه الأمور بشكلٍ أعمق الآن وأمام فتاة!


لقد بقيتُ أحدُق في صحني حتى أنتهيا وذهب جود، فصرتُ بمُفردي مع آرسلاند ~
وحينها كُنت أشعر بتحسن، فتحينتُ الفُرصة لأسأله عن سبب كذبه بشأن معرفته بأمر علاقة ديلا، وجعلني أقلق من ردة فعله وكأنه لا يعلم ولم يخبره كريس!


وضعتُ شوكتي بجانب الصحن، وأخذت نفساً عميقاً بينما أشبك أصابعي أمامي فوق الطاولة، ضيقت نظراتي نحوه رغم إنه مُركز في طعامه فقط، أصدرت حمحمة صغيرة فرفع رأسه لي: نعم؟


بقيتُ بنفس وضعيتي، أريده أن يُركز معي جيداً قبل ما أتكلم. يبدو إنه فهم ما أريده لذا ترك الطعام وأعتدل بجلسته، فصارت عيناه تقابل عيناي: لا أستبشر بتعابيرك تلك، لكن تحدثي أولاً.


ضحكتُ بسُخرية: بالطبع لن تستبشر! فما لدي كفيلٌ بجعلك تنزعج الآن.


رفع حاجباً بتعجُب وإستهزاء: حقاً؟ هاتِ ما لديك إذن~


- لما كذبت عليّ وجعلتني أتأنب في الأمس؟


عقد حاجبيه بتعجب: أنا؟ متى كذبت!


أبتسمت له بزيف وكدت انفجر عليه بسبب تظاهره، لكنني تماسكتُ في النهاية وكتَفتُ ذراعي: لا داعي للتظاهُر، فكلانا يعلمُ إنك كذبت عليّ وجعلتني أعتقد إنني أنا من أفشيتُ سر ديلا.


- أنتِ بالفعل قلتي ذلك.


- لكنك كُنت تعلم قبل أن اتكلم أصلاً!
فقد أخبرني كريس على العشاء إنه قال لك بالفعل مُسبقاً.


صمَت حينها وطالعني بجمود، لا تعابير مُعينة فقط نظرات جامدة فوق وجهي: إذن ما المطلوب الآن؟


طريقتهُ بالسؤال جعلتني أتهكم بإنزعاج، رفعتُ لهُ حاجباً بتعجُب.. لكني في الواقع ماذا كُنت أنتظر منه؟ أن يعتذر مثلاً؟.. تشه، هذا سخيف حقاً لأنه لم يفعل حتى لو شاهدني أحتضر.
آه يبدو إنني حفظتُ طباعه وتقبلتُها في النهاية، لذا سحبتُ قنينة المياه لأسكُب لنفسي كأساً قبلما أقوم وتمتمت له: لا عليك، أنسى الأمر.. ليس مُهماً.


شربتُ الماء بسُرعة وهممتُ بالقيام لكنه مد يده نحوي مُسرعاً دون أن يلمسني، ليقول: أجلسي.


أرتسمت على محياي تعابير الأستغراب، فلماذا قد يوقفني؟ لكنني أمتثلتُ لأمره وجلست أترقب ما يرغب بقوله. كان ينظُر لوجهي ويرمش بهدوء، من تعابيره شعرت إنه يحاول قول شيءٍ غير مُعتاد هذهِ المرة، فأنتظرت بصبر حتى قال مباشرة وهو ينظرُ في عينيّ: لا تأخذي كُل شيء بجدية، أحياناً أنا أفعل شيئاً بدافع المُزاح لكن رُبما لإنك لا تعرفينني جيدا تفهمين تصرفي على نحوٍ خاطئ. أو رُبما السبب هو تعابيري؟


أشار نحو وجهه ببراءة عندما سأل وكأنه طفلُ يسأل عن شيءٍ ما، لكنني من شدة أستغرابي لم أستطع منحهُ أجابة او تعبيرٍ مُناسب سوى البحلقة في وجهه بصمت، فأردف مُكملاً: لستُ أُبررُ أو ما شابه ذلك حقاً، لكن أعتقد إننا سنعيشُ معاً لفترة طويلة ولا يعجبني أن تعتقد فتاة صغيرة وبعيدة عن أهلها إنني عدوها في هذا المنزل.


ياللمل يراني فتاة صغيرة ومكسورة لأنها بعيدة عن أهلها؟ المُهم إنه يفكر على نحوٍ جيد على الأقل، إلا إن طريقته بالشرح بدت ظريفة بطريقةٍ ما~ لهذا أبتسمت بعفوية وأنا أخبرهُ: كلا، أنا لم أعتقد إنك عدوي أبداً. ولكن رُبما كُنت أنفعل عليك في بعض المواقف الغير مألوفة بالنسبة لي~


لا أدري لماذا تحدثت بعفوية هكذا الآن.
لكن يبدو إنه الرد الأفضل، فبما إنهُ أراد توضيح سوء الفهم بنية طيبة، لا يجب عليّ تعقيد الأمور أكثر.. كما إنهُ لطيفٌ معي أحياناً ~
أومأ على كلامي بتفهُم وأجاب: رُبما نحن لم نمنح أنفُسنا فُرصةً جيدة للتعرف على بعض، لكن في النهاية أنا لا أنوي أي أذية لكِ.. فوالدكِ يأتمنكِ في منزلنا ومن واجبنا جميعاً رعايتكِ.


كلامهُ صحيح، أنا وهو لم نمنح أنفُسنا الوقت الكافي لنتعرف على بعض وكُنا دوماً نتخاصم على أتفه الأمور، ولأنه شخصٌ أنفعالي وأنا شخص يكره هذا النوع من الناس وقعنا في بعض المشاكل.


أبتسمت له باتساع وشعرت ببعض الراحة إنهُ تحدث هكذا: شُكراً لك، أنا أُقدر هذا.. رغم إنني لا أعلم سبب هذا الحديث المُفاجئ لكنني سعيدة بحدوثه، فأنا كذلك لا اكرهك ولا أنوي أفتعال أي شجارٍ معك لكن بطريقة ما أجدُنا نتخاصم!


لم أشعُر بمدى اندماجي وأسترسالي بالحديث حتى أنتهيتُ وسمعتُ صوت قهقة خافتة من جانبة ولما نظرتُ له بتركيز كانت عيناه العسليتان قد تقوس جانبهما؛ بسبب عُمق ضحكتهِ التي أسمعها بهذا الشكل لأول مرة.. ضحكةُ عفوية وعميقة وبريئة! لا أدري كيف شردتُ به وآلمني قلبي قليلاً! فكرتُ أنه لا يضحك هكذا أبداً وكأنه يفتقدُ السعادة؟ رغم أنه مظهرهُ لا يوحي بشيءٍ من هذا لكنني أستطيع تميز مشاعر الأشخاص التي تستمرُ معهم طويلاً، فآرسلاند يبدو كشخصٌ لا يضحك من أعماقه إلا نادراً..


- إذنْ بعد الآن لن تنفعلي عليّ بدون سبب؟
أعادني صوته الى الواقع عندما سألني وهو يشبك أصابعه أمامه وجهه فوق الطاولة، فضيقتُ كستنائيتي لأسأل بتأكيد: بدون سبب؟!


ضيق هو عينيه مثلما أفعل ورفع جسده ليمد ظهره للأمام ويقترب بوجهه من وجهي، بشكل لا أرادي حبستُ أنا أنفاسي وأبتلعت ريقي فرفع هو حاجبيه وهمس بخفوت: من التي قالت إنها لن تأخذ الأمور بجدية بعد الآن؟


تصلب ظهري الذي ألصقته بظهر الكُرسي، ولم أستطع وضع عيني في عينيه.. فتهربت بنظراتي إلى جانبي الطاولة... لكن الهواء صار ضئيلاً فالمكان وصوت أبتلاع ريقي صار مسموعاً أيضاً.. مما فضح توتري له.


بتردُد حولت أنظاري نحوه وضغطت على شفتي لأخفف من التوتر، ثم رفعت حدقتي نحو وجهه فأرتفع جانبيّ شفتهُ بثقة ممزوجة بالغرور: الجدية ستهدُر طاقتكِ، خُذي الأمور ببساطة.


نقر بأصبعه على أنفي: أتفقنا؟


أبتعد من بعد ذلك وزفرتُ أنا أنفاسي المحبوسة، كما يبدو إنني تعرقتُ من شدة الضغط الذي سلطهُ عليّ بقُربه المُفاجئ.
تباً.. لقد كُنت أُمسك زمام الأمور، لما أقترب وأفسد كُل سيطرتي على الموقف، والمس أنفي أيضاً!


"أهدأي كارمن..
خُذي نفساً عميقاً، أرخي جسدكِ."
الآن سيستعيد جسدكِ طاقته وأتزانه، أشربي الماء" حدثتُ نفسي داخل عقلي ثم سكبتُ كأساً آخراً من الماء لأشربه، حتى شعرت بعده بإنني عدتُ لطبيعتي. ليس الأمر بأن أقترابهُ يربكُني لكن لأنه حصل فجأة صرتُ هكذا.


المُهم إنني أستعدتُ طاقتي، فرفعتُ أنظاري نحوه ومددتُ يدي: إذن منذُ اليوم لا مشاكل ولا أستفزازات، وسنصبح زملاء؟


مد يده وقبض على كفي بكفه الكبير، كان كفي صغيراً تحت قبضتهُ، لكنني شعرتُ بدفئ يده عندما شد بها على يدي: زُملاء منذُ اليوم.. لكن بشأن الأستفزازات سأرى في ذلك لاحقاً.


- وبشأن ألا أكون جدية حول أي امر سأرى في ذلك أيضاً فيما بعد.


أردفت له بطريقة أستفزازية أيضاً، فضحك وسحب يده بالتدريج من يدي وكذلك فعلت أنت حتى أستقرت في حضني، فقام من على الكُرسي وحرك جسده يميناً ويساراً، قبل أن يهم بالرحيل التفت لي: كُنتِ تُريدين العودة لغُرفتكِ، بما إنني ذاهبٌ لغُرفتي هل تدرين أن أساعدكِ في الصعود؟


- لا بأس، يُمكنني الصعود بمُفردي أذهب أنت أولاً.
لا أزالُ تحت تأثير الصدمة من كلامه وأسلوبه قبل قليل.. لكني الآن أشد أستغراباً من هذا اللُطف المُفاجئ، بصراحة من حقي أن أشعُر بالريبة والقلق ~


رغم إنني رفضتُ عرضهُ بلُطف لكنه بقى في مكانه، عندما نظرتُ له قال مُجدداً: هيا، دعيني أوصلكِ لغرفتكِ.. ربما أذا صعدتي الدرج بمُفردكِ وشعرتِ بالدوار قد تسقطين وتتأذين أكثر.


معه حق.. كُنت على وشكِ السقوط في الصباح لولاه، بما إنني الآن لا أملك أي مُشكلة معه، قررت الأعتماد عليه هذه المرة.


عندما وقفت شعرتُ بدوارٍ خفيف يضربُ رأسي لكنني أستندت على طرف المائدة وتوازنت، يبدو أنه كان يُراقبني أذ تأهب للأقتراب: هل شعرتِ بالدوار مُجدداً؟


أعتدلت بوقفتي وأشرت له كي اطمئنه: لا بأس، كان خفيفاً لقد أختفى سريعاً.


لم يستمع لي وتقدم حتى صار بجانبي، وضع يده فوق كتفي الأيسر ويده الأخرى قبضت على ذراعي الأيمن: أذا شعرتِ بالدوار أستندي عليّ.


حدقتُ به مطولاً، ولم أدرك أن قدماي كانتا تتحركا حتى وصلنا الدرج فساعدني بصعودِ الدرجات، حينها أخفضتُ رأسي وتابعتُ طريقي معه بتركيز.. كُلما أرتفعنا شعرت بالصُداع أكثر، فجعد تعابيري ومررتُ يدي على جبيني لأُمسده قليلاً؛ كي أخفف من الصداع المُصاحب للدوار، شعرت بقبضته تُحكم على جسدي أكثر فرمقته بطرف عيني وأبتسمت رُغماً عني على شخصيتهُ التي ظهرت اليوم، نظر لي بطرف عينه ثم أشاح سريعاً بصمت، بدا وكأنه أراد أن يتحدث لكنه تراجع.


حتى وصلت باب غُرفتي، سحب يديه من على جسدي.. ففارقت بشرتي لمساتهُ التي تركت أثراً دافئاً فوقي.


أمسكتُ المقبض وقلت قبل فتحه: شُكراً لك، أتمنى لك نهاراً طيباً آرسلاند.


- ولكِ بالمثل، أحصلي على الراحة اليوم.


- حسناً.
أومأتُ له بأبتسامة، فأومأ لي برأسه بمعنى أن سيذهب وأتجه نحو غرفتهُ بينما فتحت أنا باب غُرفتي وأسرعتُ للسريري ~


_______________________________


جـود:


- كيف كان يومك الأول بالعمل؟
سألني كريس بعدما أستقر جسده على مقعد السائق بجانبي، وكنت أشعر بتشنج في ذراعي بسبب كثرة أستعمالي لهن في الطهي اليوم.
مددتهن وأرخيت ظهري على ظهر المقعد: كان مُتعباً، لكن هذا يحدث في أول يوم دائماً.. غداً سيكون أسهل بكثير.


أومأ بتفهم وحرك المفاتيح، فأصدر المُحرك صوتاً قوياً قبلما ينطلق بسُرعة، رمقته بحدة: هل أنت مجنون لتقود هكذا؟


نظر لي بعينين مُتسعتين: هل أنت عجوز ليُزعجك هذا؟


- وهل العجائز فقط يجب عليهم أن يقلقوا من القيادة السريعة؟! أغلب حوادث السير في العالم يكون سببها الشباب من امثالك، بسبب تهورهم وطيشهم هذا.
هذه الحركات المجنونة والسخيفة تستفزني جداً، لذا لم أتهاون في توبيخة أبداً، لأنه ربما يصيب نفسه أو أي شخص يكون معه بسبب هذا النوع من القيادة.


لوى شفته ورمقني بضجر بينما بدأ يخفف من سرعته تدريجياً: حسناً، فقط أصمت، لا طاقة لدي كي أستمع للمحاضرات.


لم أطل بالكلام أكثر، فأنا أيضاً لا طاقة لدي للتعامل معه لكني مضطر أن أعود معه للمنزل لأنني لم أشتري سيارة لي منذئذ سافرت لهُنا.
تذكرت أنه عندما عاد كان يحمل كيساً معه، وبما أنه خرج من المحل "السوبر ماركت" توقعت أنه أشترى الطعام، أخذت الكيس وفتحته.. بالفعل وجودت بعض السكاكر والحلوى ومكسرات بالأضافة لعُلب عصير، لأنني كنت عطِشاً أخذت علبة عصير الأنانس كي أشرب منها، لكن قبلما أفتحها مد كريس يده ليأخذها مني، حدقت به بملل من حركته الطفولية تلك، فأردف مُفسراً: هذهِ لجوان.


آها~
يحاول أن يُرضيها بقطع حلوى.. نظرتُ له بأسى، فقد ترميهن عليه بما أنها غاضبة، تنهدت بصوت مسموع وأسندت مرفقي على فتحتة نافذة السيارة المفتوحة: حسناً، سأستمع برؤيتك تُهان بواسطة أختي.


أفلت ضحكة أستهزاء ورمقني بطرف عينه ثم أعاد نظره للطريق: لننتظر ونرى~


تجاهلته وأدرت رأسي؛ لأحدق للطريق والسماء من خلال النافذة. كانت السماء قد أسدلت ستارتها السوداء والناس لا يزالون يتجولون في الشوارع الطويلة، بعدما أنخفضت درجات الحرارة قليلاً عند انجلاء الشمس..
أخذني التفكير في الماضي، عندما سافرت لدُبي وأستقريتُ هُناك لسنواتٍ عديدة، لم تغب يولاند عن فكري.. رُبما نسيتُ أن أفكر بها لبعض الأسابيع لكنني دائماً ما كنتُ أتذكرها. حاولتُ مراراً نسيان الحديث الأخير الذي دار بيينا قبل سفري بشهر.. أخترتُ تذكر المواقف اللطيفة، التي كُنت شفافاً فيها، أنظر ليولاند بخُلسة دون أن تُلاحظني حتى.


لا أنكُر إنني فكرتُ بها كثيراً عندما زرتُ منزل خالي قبل شهور من أجل أعمال والدي ورأيتُ أختها كارمن.. شعرت ببصيص أملٍ بأن أراها.
أردتُ رؤية كيف تبدو الآن؟
هل تغيرت؟ هل أصبحت أطول؟
كان لدي هذا النوع من الفضول عنها.


زاد تفكيري بها عندما عُدت لهُنا في المرة الثانية، توقعت أن أراها صدفة في مدينتها او في المطعم أو أحد الأسواق، لم أتوقع أنني سأراها يومياً تحت سقف بيتٍ واحد!


- من الجميلة التي تسرق عقلك إلى هذا الحد؟
أم أنك تُفكر بطريقة جديدة لتقطيع البصل؟


أعادني صوت كريس للواقع، فألتفت ببعض الدهشة! أذ كُنا قد توقفنا أم المنزل ويبدو أنه ناداني ولم أسمعه، آه يا كريس لو تعلم من الجميلة؟ لكن من الأفضل ألا تعلم أيها الأذاعة..


لستُ ممن يشردون طويلاً لكن فقط لأنني مُتعب وهذا الأمر يُرهق نفسيتي.. لم أجادل كريس أو أرُد عليه بالتفاصيل فقط تمتمت: شردتُ قليلاً لأنني مُتعب.


لا يبدو أنه أقتنع، فقط أكتفى بنظرات هادئة وجدية ثم قال: لا بأس، فقط أنزل الآن لأُدخل السيارة في الكراج.


نزلتُ بالفعل ودخلتُ للمنزل، رأيتُ جوان تجلس في غرفة المعيشة وتشاهد التلفاز، ألقيتُ عليها التحية وسألتها عن حالها ثم غيرتُ وجهتي نحو المطبخ كي أخذ قنينة مياه، لأنني انشغلت كثيراً اليوم ونسيت شُرب الماء. سمعت صوت ديلا ويولا يتحدثن في المطبخ، لم أركز في ما كانتا تتحدثان عنه فقط وقفت عند الباب وقلت: مرحباً.


سُرعان ما أنتبهت ديلا لوجودي وكذلك يولا لكنها أشاحت انظارها بغرور عني رمقتها بصمت،ثم عدتُ لأركز مع ديلا التي أقتربت مني وهي تقول بإهتمام: أهلاً جود، كيف حالك اليوم؟


أبتسمت على مضض وقلت: بخير، كان يوماً جيداً، هل طهوتِ العشاء؟


- أجل، أنا ويولا.
ناظرتُ يولاند حينها وكانت أيضا تنظُر نحوي بعدما نطقت ديلا أسمها، أبتسمت لأقول: هذا جيد.


أردفتُ مُتحدثاً عن سبب وجودي وأنا أتجه نحو الثلاجة: جئت للحصول على الماء، ثم سأصعد لغُرفتي كي أرتاح.


- حسـنـ..
كانت ديلا على وشكِ أكمال كلمتها لكن رن هاتفها فوق طاولة الطعام، فركضت نحوه وسرعان ما أبتسمت وقالت بعجلة: عن أذنكم.


بالتأكيد المتُصل حبيبُها جان.
خرجت مُسرعى كي ترد عليه، ومرة ثانية بقيتُ مع يولا بمُفردنا.. هي أخذت تتصرف وكأنني غير موجود بينما تُقلب الطعام الذي على النار.
رغم إنني أبطأت من حركتي، مُنتظراً أي كلمةٍ منها.. لكن حتى النهاية لم تنبُس بشيء.
تذكرتُ نصيحة كارمن لي بأن لا احاول أزعاجها وأتصرف بلطف، فحمحمت قليلا ثم سألت بصوتٍ هادئ: كيف حالكِ يولاند؟


ألتفتت نحوي بتعابير مُستغربة، ورموشها البنُنية ترمشان ببراءة، نظراتٌ هادئة ومُستغربة.. بالمقابل رمشتُ أنا بأستغراب من نظرتها، فحدقت حولي بتساؤول، رُبما هُناك شيءٌ غريب!


لكنها أجابت بهدوء لم أعتد عليه منها أتجاهي: بخير، ماذا عنك؟


هي لطيفة حقاً، لكن ليس معي!
فردة فعلها هذهِ جعلتني أستغرب قليلاً، لم أتوقع أن تُجيب بهذهِ البساطة حتى.
ليس من الجيد جعلها تنتظر طويلاً فقلت: بخير تماماً.


أومأت بهدوء وأستدارت لتعطيني ظهرها.
تأملت شعرها البُني الذي ترفعه بشكل كعكعة صغيرة، بينما تنزلِقُ بعض الخُصلات على عنقها، نزولاً لثوبها الضيق الذي يبرز صُغر خصرها.. تمنيتُ لو أنها زوجتي فأقترب منها لأُعانقها أو أشم رائحة عطرها.. لكن لا أستطيع الآن.


- هل فقدت ذاكرتك أو ما شابه؟
باغتتني بألتفافتة سريعة مع هذه الكلمات فجأة، توسعت حدقتاي قليلاً.. لم أتخيل أنها قد تلتفت لي ثانية، يبدو إنها لاحظت تغيُر نبرتي معها.. لكن سؤالها بهذهِ الطريقة جعلني أبتسم بجانبية رُغماً عني بينما أقترب نحوها، أسندت يدي على رف الصحون القريب منا وسألت مُتظاهراً بعدم الفهم وأرفع لها حاجبيّ: لما؟ هل فعلتُ شيئاً خاطئاً؟


نظرت لي مطولاً وهي تعقد ذراعيها لصدرها، زامةً شفتيها ومُضيقةً خضراويتيها: هل تحاول أن تكون لطيفاً معي؟


أنتابتني رغبة بالضحك، لكنني كبتها وبقيتُ أتصرف على نفس النحو، مددتُ شفتي وعقدت حاحبيّ بأسى زائف: ومتى لم أكن لطيفاً؟


قلبت عينيها ولوت شفتها بملل: ويتصرف ببراءة أيضاً..


دنيتُ بوجهي من وجهها ورمقتها عن قُرب، حينها تفاجأت هي وتنشج جسدها بينما توسعت عينيها.. لكنني لم أتوقف، بل أستمريتُ بتقريب وجهي منها لدرجة أنني أستطيع سماع صوت أنفاسها المُضطربة.


كم أُحب هذا الوجه..
هذان العينان اللتان تُشبهان غابة شديدةُ الخُضرة، وهاتان الشفتان المُمتلئتان، تَروقني تلك الخُصلات الصغيرة التي تتمردُ على وجهها ووجنتيها الناعمتين.. أُحب هذهِ التعابير التي تتمردُ رغم أضطرابها، أحب هذان الحاجبان حين ينعقدان ويُفلان.


- ليتكِ تعلمين فقط..
تمتمتُ لها بشرود، كأنني فقدتُ عقلي وأنا أتأملها، لم أُرد أزعاجها أكثر فقط رفعت جسدي وأعدلت ظهري تحت أنظارها الصامتة، أبتمستُ لها بصدق ثم أنسحبتُ من المكان مع قنينة المياه مُتجهاً إلى غُرفتي.
"حتى متى ستبقين صامدة يا يولاند وأنتِ تضطربين بكل حواسكِ أذا دنيتُ بجسدي قُربكِ؟"




____________________


كريس وجوان؟


حديث جود وآرس عن الزواج؟ 😂


انصدمتو من كلام آرس مع كارمن؟


هل تعتقدون فعلا ح يصيرون زملاء وماكو استفزازات ومشاكل بعد؟


جود أول مرة يسرد~ حبيتو هل شي؟


رأيكم بي مع يولا؟


توقعاتكم للقادم؟


رأيكم بشكل عام؟


"‏مهما كان معدلك وتخصصُك وطبيعة دراستك إفخر بكل مرحلة وصلت لها بجهدك لا تقلل من إنجازك ولا تقارن نفسك بغيرك لا أحد يعلم تفاصيل حياتك ولا همومك ولا مواجهاتك الجميع يكتفي بالنظر من بعيد لعثراتك إصنع مجدك ولا تخشى صعوباتك تجاهل من يحبطك ركز على أهدافك ستصل وتنجح ولو طال طريقك ، ثِق بذلك"✨.

Comment