البارت الـ⁴⁰ لـ «صقر الليل»

البارت الـ⁴⁰
لـ « صقر الليل»
بقلمى فيروز مغازى.

☆ متنسوش الفوت يا قمراتى ❤

*********************************

كان كل تفكيره ان إيلاف بِعدت عشان مصطفى !!

فاق على صراخ بتول وخبطها على الباب.

لانها مقدرتش تصمد وخبطت على الباب بقوة كبيرة، وهى بتصرخ من برة مصطفى اتصدم وعرف صوتها، إنما إيلاف اترعبت وكانت هتهرب لجوة.

لكن !!!

قبل ما تتحرك الباب اتكسر كان يعقوب هو اللى كسره بكتفه من جنونه مقدرش يستنى حد يفتح حتى.

إيلاف مجرد ما شافته ضمت نفسها بتحاول تغطى نفسها، ايوة لبسها مش فاضح لكنها مش بنقابها.

يعقوب بصلهم هما الاتنين بسخرية:

- سلوى ومصطفى !! مش كنتِ تقوليلى انه عاجبك، بدل ما كنتِ طلعتى بقصة الشهرة و الاستغلال !!

كمل بيوجه كلامه لمصطفى:

- وأنتَ بقي المفروض اخويا، سندى واللى المفروض يحافظ على شرفى وعرضي، تقوم أنتَ تكسرنى !!

مصطفى بسرعة: يعقوب والله وغلاوتك عندى أنتَ فاهم غلط، الموضوع مش كده.

يعقوب فاجه بلكمة قوية نترته للخلف واعصابه كلها بايظة، شده من ياقته ولسه هيضربه تانى.

إيلاف تدخلت بعياط: يعقوب قسماً بالله مصطفى مش وحش، ولا احنا غلطنا اساساً.

يعقوب ساب مصطفى وبصلها وشرارت الغضب فى عيونه، وعيونه لونها أحمر قاتم، بيتنفس بسرعة زى مايكون بينهج، وصوت انفاسه عالية..

إيلاف خافت منه: يعقوب ممكن تسمعنى أنا..

يعقوب بكل ما فيه من وجع ضربها بقلم قوى، وقبض على شعرها اللى كان على كتفها وصرخ فيها:

- أنتِ ميييين !!! قوليلى أنتِ مين !!

إيلاف بوجع والم: انا اللى عشت عمرى بحبك.

يعقوب بسخرية: لا أنتِ واحدة رخيصة، بتمشي ورا مصلحتك الفلوس والشهرة، واحدة كل مهمتها فى الحياة كسر القلوب، أنتِ واحدة ملكيش ملة..

إيلاف بدموع: معقول معرفتنيش طول الفترة الى انا عشتها معاك، معقول بتظلمنى بالطريقة دى.

يعقوب شد شعرها بقوة: لا معرفكيش أنتِ واحدة غريبة عنى، واحدة معرفهاش.

مصطفى لسه هينطق.

بتول بشراسة وقفته:

- إياك تحاول تقرب منها تانى، وهتطلقنى اتفضل كده طلقنى وسيب أخوك يعلمها الادب.

مصطفى صرخ بصوت عالى: بس بقي كفاية، كفاية ظلم، محدش فينا خاين، إيلاف مظلومة يا بتول.

هنا بجد حس انه هيظلمها زيادة لو متكلمش.

يعقوب الكلمة خرمت ودنه: إيلاف !!

مصطفى بيدافع عنها: ايوة إيلاف، تحب تعرف ازاى عانت فى حياتها، تحب تعرف قد ايه اتظلمت وانت وكمان أنا ظلمناها، تحب تفهم ايه اللى جمعنا هنا !!!

إيلاف بدموع: مصطفى ابوس ايدك انا هخرج من حياتكم كأنى مدخلتهاش.

يعقوب صرخ فيها بغضب: استنى، عالله تتحركِ، انا عايز أفهم كل حاجة، وايه إيلاف دى كمان.

مصطفى وعينه اتملت حزن عليها:

- إيلاف هى نفسها سلوى يا يعقوب، هتسال ليه هى قالتلك انها سلوى ومش إيلاف !! هقولك انها عاانت واتبهدلت ما بين اتنين ملهمش أمان.

أبوها وجوزها تيام !!!

إيلاف اتصدمت: مصطفى أنتَ عرفت منين !!

مصطفى بهدوء: من أبوكِ روحت وسالته.

يعقوب اتصدم وبصلها: تيام كان جوزك !! طب ازاى..

إيلاف بتعب: ايوة كان جوزى، جواز صورى.

يعقوب مصدوم ومش مستوعب حاجة.

مصطفى كمل الحكاية كاملة زى ما عرفها من صدقى، وببرله بُعدها عنه وطلبها للطلاق وانه هو كان السبب، حكاله لحد أخر دقيقة..

طبعاً يعقوب عرف كل حاجه، عرف إن إيلاف، نفسها اللى كانت هى بتحكى عنها انها صحبتها !!!

عرف ان ملهاش اخت تؤام وكدبت عليه !!

عرف ان تيام مش اخوها وبردو كدبت عليه !!

عرف حاجات كتيرة مكنش يعرفها عنها، ايوة مظلومة فى نظره وفى نظرهم كلهم، لكن كدبت عليه !!

طلع مغفل ميعرفش حاجة عنها اساساً !!

مصطفى بحزن: اظن فهمت احنا كنا هنا ليه، واتمنى تفهمها صح، هى اتظلمت كتير حرام أنتَ كمان تظلمها.

بتول كانت هتمشي مخنوقة من كل الى بيحصل.

مصطفى مسك ايدها وشدها وخرج معاها.

بتول على السلم نترت ايده: ابعد عنى سيبنى.

مصطفى: لينا بيت نتحاسب فيه.

بتول بسخرية: فكرك هصفالك بسهولة.

مصطفى بتعب: بتول اعذرينى، هى حبيبت أخويا انا مكنتش هتحمل حد يشوفها هناك ويعرفها وسمعته تتمس، وخليكى عارفة انى عمرى ما حبيت غيرك.

بتول دمعت: لكن أنتَ دمرتنى ووجعتنى، وكدبت.

مصطفى ضمها لقلبه: سمحينى مش هخبى تانى.

بتول بخنقة: ابعد عنى لو سمحت.

مصطفى: طب خلاص تعالى هخرجك وهنتعاتب.

بتول بتعب: اوووف طيب ماشي يا مصطفى.

خدها لمكان هادى، وهو متاكد انها هتصفاله، وهتفهمه كالعادة، اتعاتبوا وقالت كل اللى جواها وفى النهاية!!

وبطلوع الروح سامحته.

************************************

واقفين باصين لبعض، وساكتين إيلاف محرجة من نفسها، وفنفس الوقت قلقانة يبعد تانى.

إيلاف بصوت مُتعب: يعقوب أتكلم قولى اللى جواك، قولى فهمتنى !! ولا أنا مبقتش فرقالك !!

يعقوب بصوت مبحوح بصلها: عارفة يمكن لو كنتِ صارحتينى بكل ده يوم جوازنا مكنتش أبداً هزعل وهتوجع كده، كنت هفهمك.

إيلاف بوجع: كان غصب عنى اشرحلك موقفى أنا كنت متقطعة من كل الجهات، وخايفة أنتَ تسينى، خوفت تسيبنى زيهم يا يعقوب.

يعقوب: ومخوفتيش ع مشاعرى لما اعرف بعدين !!

إيلاف دمعت: كنت عايزة اقفل الصفحة دى للابد.

يعقوب بالم: واعيش عمرى وانا فاهم انك سلوى.

إيلاف بخزى: عندك حق تلومنى، بس متسبنيش، بص اصرخ وعاتب ولوم بس متبعدش والله بحبك.

يعقوب بتعب: فكرك سهل اتخطى كل ده يا سلوى !! فكرك ممكن اثق فيكِ تانى بعد ما كدبتى عليا حتي اسمك مش هو يا يا إيلاف..

إيلاف مسكت ايده بتوسل ودموع:

- ارجعلى تانى، واوعدك هصلح القديم وهخليك من تانى تثق فيا، مش هكدب فى أقل تفاصيلى، حبيبي أسفة بس متظلمنيش وتبعد عنى.

يعقوب بتعب زق ايدها: خلاص هى قصة واتقفلت، مبقاش فيها رجوع تانى لو عملتى ايه، أنتِ خدتى منى فرص بما فيه الكفاية..

إيلاف بدموع: يعقوب ابوس ايدك متعملش فيا كده، والله العظيم وحشتنى وهموت وارجعلك.

يعقوب بمرارة: وحشتك !!! طب بأمارة ايه !! بامارة انك بكل قوتك كسرتينى قدام الكون !! بامارة انك دوستى على قلبى بكل ما فيكى وجرحتيه..

إيلاف بحنية حضنت ملامحه: عارفة وهنصلح كل حاجة، ومصطفى قالك انه اجبرنى اعمل كده.

يعقوب زق ايدها: أنتِ عارفة ايه حصلى بسببك وبعد اللى عملتيه فيا !! أنا كنت بموت فالثانية مليون مرة بسببك، كانت فين حنيتك دى !! وانتى بتقوليلى أنتَ مجرد كوبرى وصلتى بيه للشهرة !!!

ليه مشوفتش ربع حنيتك دى وأنتِ بتاذينى !!

إيلاف بحزن: قولتلك..

يعقوب بتعب: إيلاف أسكتِ مش عايز اسمعك.

إيلاف بدموع: هتسيبنى !!

يعقوب: هاخدك لشقتنا تقعدى فيها، مش هيبسيك لأب بيبع لحمه عادى، لكن أنا وأنتِ علاقتنا أنتهت.

إيلاف: يعقوب ردنى طيب واوعدك كل حاجه هتكون تمام، أنا مش عايزة حد من الدنيا غيرك.

يعقوب بصلها بتعب: سيبها علي الله.

وخدها لشقته فعلاً عرفها مكان كل حاجة وقبل ما يخرج من الشقة.

إيلاف وقفته بحزن: ممكن تيجى هنا، هعملك اكل زى ما اتعودنا، ومش طالبة منك حاجة انا عايزة اطمن ع صحتك وعليك.

يعقوب: مينفعش أدخل هنا غير وأنتِ مراتى، ولو فى يوم لقيتنى داخل الشقة دي، اعرفى انى سامحتك وهردك، مدخلتش يبقي انا مسامحتش.

وسابها وخرج من باب الشقة، إيلاف بتعب غمضت عينيها، ودعت كتير يرجع تانى يسامحها.

************************************
الساعة 8 الصبح.

_فى ڤيلة الحسينى_

آسر مجتمع بـ سليم وإياد وأمين فى مكتبه الخاص، عايز يوصل لمهدى فى أقرب فرصة، لان وجوده بقا بيشكل خطر كبير على عيلته وده اللى مكنش عايزه.

سليم بجدية: متقلقش يا والدى، أنا كده يعتبر خلصت المامورية بتاعتى، وهروح للجهاز اسلم كل الادلة ضد منذر وسيلمان، ممكن استعين بحد من زميلى يوصلى لمهدى ده فى وقت قياسي.

آسر: مش عايز حد جديد يدخل بينا حتى لو كان ثقة، مهدى ممكن يشترى الدنيا بمعارفه.

إياد: طب وايه الحل،احنا لازم نوصل بسرعة، همس مش هتفضل بعيد عننا، انا خايف عليها.

آسر تنهد: صدقنى هى فى أمان دلوقتي، المهم بس نقدر نمسكه ونخلص منه قبل ما يتعشى بينا.

أمين: هنوصله انا ليا معارف كتير تقدى توصلنى، انا بس عايزك تثق فيا وايدينا تكون فى ايد بعض.

آسر: واثق طبعاً، وفى اقرب وقت هنحل الموضوع.

فى اللحظة دى الباب خبط ودخل حليم.

حليم بحرج: معلش اسمحلى اتكلم مع حضرتك شوية، انا بقالى مدة مش عارف اقعد معاك.

آسر بجدية: اتفضل يا حليم تعالى.

الكل استاذن وخرج يشوفه وجهته.

حليم بتردد: حضرتك ليه وقفت البحث عن همس.

آسر بجدية: عشان لقيناها يا حليم.

حليم بلهفة: لقتوها، طب مظهرتس ليه.

آسر باسف: مش عارف اقولك ايه يا حليم بس مش عايزك تتعشم، همس مش ليك.

حليم اضايق: مش فاهم.

آسر كمل: هى اتجوزت خلاص، اتجوزت المسؤل عن الطفل اللى فى بطنها وابوه مبقاش فيه داعى تستر عليها او تيجى علي نفسك عشان ترضينا.

حليم وقف وضم قبضته باختناق: بس انا انا مكنتش براضى حد، انا كنت بحبها وعايزها لشخصها مكنش هاممنى أبداً اى حاجة غيرها.

آسر باسف: ومفيش نصيب، سامحنى، بدر اولى بيها وبابنه، وهو بيحبها وحافظ عليها.

حليم بحقد: يعنى همس معاه دلوقتي !!

آسر تنهد وكمل: ايوة معاه.

حليم هز راسه: تمام يا آسر بيه.

وسابه وخرج من الڤيلة باكملها.

حليم جواه دلوقتي غليل مش طبيعي ناحية الكل واولهم همس، اللى مسكت فى بدر رغم كل حاجة.

مسك تليفونه وطلب رقم..

حليم بحقد: ايوة يا مهدى بيه انا موافق اساعدك، ايوا بس أنا عايز همس هاخدها ومش هناذيها بس هحسر ابوها عليها وهخفيها عنه، للابد....

*************************************

طلع اوضته عشان يجيب ملف الصفقة عشان يسلمه زى ما اتفق مع اللواء فريد، طبعاً هو كان سايب ليل نايمة قبل ما ينزل لآسر، مجرد ما طلع ملقهاش..

ملهاش أثر، وتليفونها كان موجود فى البيت..

قلب الدنيا عليها فى الڤيلة كان زى التور الهايج بجد ملقهاش وغادة بردو متعرفش عنها حاجة، البيت كله اتقلب وسليم كان واقف مشتت..

سليم: انا هروح اشوفها عند جدها اكيد هناك.

آسر بجدية: استنى، متتسرعش.

قبل ما سليم يرد شاف مسچ على تليفونه.

من سليمان الشافعى.

وكان محتواها كالاتى:

- هات ورق الصفقة وتعالى خد ليل، الورق قصاده ليل لو هى غالية عندك، تعالى خدها لو مش غالية اكسب، القضية بتاعتك بس انساها عشان هتبقي ميتة..

سليم صرخ بغضب: اه يابن الـ... ودينى لموته.

آسر بسرعة: فى ايه يا سليم !!!

سليم بجنون: خطفها يا والدى، انا لازم اروحلها.

آسر: طيب قبل ما تعمل ولا خطوة بلغ الحكومة عنه، عشان يتمسك قبل ما ياذيها احنا هنروح نعطله.

سليم هز راسه: ايوة عندك حق.

غادة بتعيط: أنا جاية معاكم مش هسيب بنتى معاه.

إياد بجدية: مينفعش، خليكى وهنجيبها سليمة، اللى يخص الحسينى محدش يقدر يمسه.

إياد مسك ايد سليم وبصله بقوة: هنجيبها، يلا بينا.

سليم هز راسه بتصميم: يلا.

آسر ناول إياد سلاحه: خليه معاك هينفعك.

إياد مسكه: تمام.

آسر بجدية: هجيب الرجالة وهحصلكم.

سليم أخد إياد وركب عربيته اسرع عربية عندنه، وانطلق لهناك، وجواه قوة تهد بلاد.

فى الناحية التانية.

( فى مخزن البيت )

ليل متكتفة على كرسي وجمبها دعاء على الكرسي التانى مربوطة وواضح انها مضروبة !!!

ليل صرخت بغضب: أنتَ مش لعبت معايا لعبة قذرة وخلتنى جيت عن طريق الدادة، ومالك ومال سليم.

سليمان: لما سليم هو اساس الموضوع، هو انتِ فاكر انك تهمينى فى حاجة !!!!!!! بالعكس أنتِ بالنسبالى مجرد كرت كسبان.

ليل باختناق: كرت كسبان !! خسارة عمرى اللى عشته معاك يا للى عامل فيها جدى.

سليمان ضربها بالقلم بغضب: أنتِ عمرك ما كنت بنتى، ولا تستاهلى تبقي من عيلتنا.

دعاء بوهن: سليمان ابوس ايدك سيبها.

سليمان بص لدعاء بغليل: أنتِ كمان كنتِ عاملة فيها مخلصة، وسرقتى الملف ده كويس انى دورت عليه الصبح لما صحيت، والاكيد ان انتى كنتِ الوحيدة، اللىى تقدرى تدخلى المكتب بكل سهولة وتسرقيه..

ليل بضيق: أنتَ ايه معندكش قلب، تعمل فيها كده ليه مين اداك الحق ده، لعلمك بقي سليم هيجى وصدقنى هتكون نهايتك والله هنخلص منك أنتَ وابنك.

سليمان قبض على شعرها وهمس: بس قبلها هتكون نهايتك يا بت غادة، هقتلك قبلها.

وصل سليم البيت طبعاً الحرس كانت فى كل مكان، سليم حاول يهجم ويبدا بالعنف لكن إياد وقفه.

وقاله بجدية: احنا هندخل عادى، لحد ما الامور تهدى بلاش تتسرع عشان حياة ليل.

سليم بجنون: هموت واشرب من دمه يا إياد.

إياد برزانة: هنخلص منه صدقنى، بس دلوقتي احنا محتاجين نساسيه، تعالى ندخل.

سليم وقف على الباب ومعاه إياد وبلغ الحارس انهم عايزين يقابلوا سليمان، الحارس بلغ سليمان فالفون، وقاله يسمحلهم يدخلوا، وفعلاً دخل سليم واياد..

سليمان خرج ليهم فى ساحة البيت ومعاه منذر.

سليمان بثقة: ملف الصفقة معاك !!

سليم رماه فى الارض: اهو ليل فين !!!

منذر وطى عشان يجيب الملف، إياد استغل ده وطلع سلاحه وحطه على دماغ منذر وقال بصوت عالى:

- لو حد فيكم اتحرك هفرغ السلاح فى دماغه.

سليم كمان طلع سلاحه تحسباً لاى لحظة غدر.

وحطه على دماغه سليمان اللى اتهز فى لحظة وقاله بكل غضب الدنيا:

- ودينى لـ ليل ولو رجالتك حاولوا يتحركوا هقتلك، اقسملك من غير ما يرمشلى جفن.

سليمان بارتباك: محدش فيكم يتحرك يا بهايم.

سليم شده بغضب: ودينى لمكانها حالاً.

سليمان مشي رافع ايده وخده للمخزن.

انما إياد كان مثبت منذر تحت بالسلاح.

سليمان طلب من الحارس اللى ع باب المخزن يفتحه وده اللى حصل فتحه.

ليل مجرد ما شافت سليم ابتسمت:

-كنت متاكد انك هتيجى.

سليم قرب وفكها، وفك كمان دعاء، ولسه هيلتفت، لقى سليمان طلع سلاحه ومصوبه عليه.

سليمان بغضب: كنت فاكر انك هتفلت يابن الحسينى، معايا انا مش بتنتهى كده، لازم تتقفل بدم.

شد اجزاء السلاح، سليم خبى ليل خلف ضهره وهو فى اتم الاستعداد للتضحية عشانها.

سليم بتحذير: سليمان لو عملت كده هتخسر حياتك، انا بحذرك فاهم !!

سليمان بغليل: مبقتش باقى على حاجة..

ليل صرخت برعب: جدى لاااااا والنبى.

ضرب سليمان طلقة لكنها مجتش فى سليم.

سليم بص لقى دعاء هى اللى خدت الطلقة مكانه.

ليل صرخت وعيطت: ليه عملت كده، ليه !!!

جريت على دعاء بتعيط: دادة والنبى قاومى هنروح المستشفى وهتكونى بخير.

سليمان للحظات اتلجم لانه مكنش قاصدها.

فى اللحظة دى وقبل ما يتحرك هجمت للشرطة على المكان، منذر اتمسك وكمان سليمان.

دعاء اتاخدت للمستشفى وليل كانت معاها بتعيط عليها طبعاً دخلت العمليات معاها وكانت من طاقم الدكاترة اللى داخلين معاها..

كانت الرصاصة مستقرة فى كتفها.

وده اللى يمكن خلاها لحد دلوقتي على قيد الحياة، خرجت ليل الرصاصة منها والحمدلله خرجت منها، سالمة واتنقلت لغرفة عادية كمان..

ليل مجرد ما خرجت من العمليات، لقت سليم واقف برة فى انتظارها، هنا لانت ملامحها وجربت عليه..

حضنته وهى بتعيط: كنت هخسرها يا سليم.

سليم ضمها: الحمدلله بقت كويسة.

ليل: ووانت أنت كويس يا حبيبي.

سليم حضن ملامحها: أنتِ عملك حاجة آذاكى !!!

ليل: لا أنا كويسة، بس فين إياد كنت شيفاه معاك.

آسر قرب منهم بقلق: خيريا سليم انا وصلت لقيت الدنيا مقلوبة هناك.

سليم ابتسم: خلصنا منهم الحمدلله.

آسر براحة: أخيراً كابوسنا انتهى.

بص لـ ليل بقلق: حد فيكم اتاذى بس.

ليل بحزن: دادة دعاء اتاذت بس الحمدلله هى دلوقت احسن بكتير يعنى واتنقلت اوضة عادية.

آسر هنا اطمن، واطمن اكتر لما إياد وصل عندهم.

دعاء فاقت وكانت بخير، همسة جت قلقانة وكذلك كارما وأمين وعليا، كلهم أطمنوا على بعض..

سليم قرر يعمل فرحه أخيراً بس بعد ما يطمن على همس، وترجعلهم بالسلامة..

********************************
بعد يومين.

( فى احدى الفنادق ).

دخلت الغرفة ومعاها أكل ليهم، لقته على نفس حاله، راقد فى الفراش زى ما سابته بيبص للسقف بهدوء..

هو يبان هادى، لكن جواه صراعات كتير، واوجاع أكتر، اى حد فى موقفه دى أقل حالة يكون فيها، صعب بعد عمر كامل يتضحله انه كان ضحية كدبة كبيرة !!!

چودى سابت الأكل على الطاولة.

وقربت قعدت جمبه على حرف السرير.

مسدت بـ ايدها على شعره بحنان وهمستله:

- فكرك اللى بتعمله ده هيغير حاجة يا هوبا !!

مهاب بتعب: صعب اتخطى.

چودى: معاك ان كل حاجة عرفتها توجع، لكن ده واقع، وحقيقة واضحة كمان، يمكن كانت صدمة ليك لكن انا شايفة ان روميساء كانت مامتك من البداية.

مهاب: ايوة كانت أمى من البداية، لكن هى محستش، انا حسيت بس هى مفهمتش يا چودى.

چودى حضنت كفه: أعذرها يا مهاب هى كانت ضحية، واضح ان اونكل قاسم هو اللى دمر حياتك.

مهاب بوجع: ااااخ من قاسم يا چودى، أكتر حد وجعنى فى القصة، كنت فاكر ان امى ياسمين ظلمانى لكن هى كانت اكتر واحدة مظلومة كنت دايما بلومها، وهى الى ربتنى رغم انى مش منها، ورضيت تخلينى معاها.

وهو كان كمان بيضغط عليها وبيحب روميساء، ايوة لغاية وقت قريب كان بيحبها، منكرش انه اتغير لكنه حبها واهمل ياسمين امى بسببها..

چودى بحزن: مهاب، روميساء هى اللى مامتك.

مهاب بتعب: متضغطيش عليا، مش عارف احبها.

چودى: مش هضغط عليك يا حبيبي، لكن متنساهش، هى كمان تعبت، وكانت ضحية.

مهاب خرج من الموضوع: أنتِ كنتِ فين !!

چودى بياس: كنت بجيب اكل من تحت.

مهاب: طب متنزليش تانى لوحدك، مفهوم.

جودى: اللى يريحك، تعالى ناكل مع بعض.

مهاب: مليش نفس.

چودى بضيق: لا بقي متبقاش بايخ، هتاكل بالعافية.

مهاب ابتسم غصبن عنه: بالعافية !!

جودى: احم.. هو أنا مش هقدر اغصبك بس انت هتاكل عشان هديك مكافاة، أوك !!

مهاب بيجاريها: وايه المكافاة !!

جودى ضحكت وحطت ايدها ع كتفه: هرقصلك.

مهاب ضحك وغمزلها: يا منحرف أنتَ !!

جودى: هههههه بهزر مبعرفش ارقص اوى اساساً، لكن ممكن اقدملك عمرى لو بقيت بخير.

مهاب ابتسم: وأنا كفاية عليا وقفتك جمبى دى.

جودى ابتسمت بحب: تحب ناكل وننزل شوية.

مهاب: لا مش عايز انزل.

جودى: هتفضل حابس نفسك يعنى !!

مهاب: ايوة يا جودى، ولو مخنوقة من القعدة ممكن تروحي لابوكِ كام يوم، أنا مسامحك.

جودى: تصدق إنك طلعت مبتفهمش، معقولة قعدتى معاك بقت خنقة !! دأنا أدفع سنين عمرى كلها، عشان لحظة واحدة جمبك.

مهاب ابتسم: وده العشم يا حب، معلش استحملينى شوية أنا حاسس انى مش قادر ارجع أقف ع رجلى.

جودى بحنية: أنا معاك فى كل الظروف وبحبك.

مهاب بحب: مش متخيل حياتى من غيرك.

جودى ببسمة: ولا أنا كمان، تعالى ناكل بقي.

مهاب وافقها عشان متزعلش، لكنه مكنش ليه نفس لاى حاجة، من يوم ما عِرف اساساً وحياته خربت.

جودى: مهاب بقي كُل اى حاجة أنتَ مبتكلش.

مهاب: صدقيني أكلت متضغطيش عليا.

جودى لسه هتتكلم قطعها صوت رنة تليفون هوبا.

مسكته وكان الاتصال من ديمة أخته !!

مهاب بتعب: مش عايز أرد يا جودى.

جودى بحزن: ديمة ملهاش ذنب عشان متزعلش.

مهاب: فاهم، بس أنا عارف هتتكلم فى ايه.

جودى: ما يمكن هتتطمن عليك.

مهاب فى النهاية رد عليها.

ديمة بزعل: كل ده عشان ترد يا هوبا !! هو انا مليش غلاوة عندك للدرجة دى !!

مهاب بتعب: حبيبتي أنتِ على دماغى من فوق لكن سامحينى أنا تعبان شويه ومش قادر أتكلم.

ديمة بحزن: فاهمة شعورك يا هوبا، وعارفة انك كنت ضحية لكدبة كبيرة، لكن ماما ملهاش ذنب على فكرة أنتَ متعرفش حالتها عاملة ازاى دلوقتي بسبب بُعدك عنها وزعلك منها، أنا مش بقولك سامح بس فكر فيها، خليها من أولوياتك زى ما كانت الأول، وتقبل الامر ده، عشان شئت او أبيت الواقع فارض نفسه.

مهاب: عارف ان ملهاش ذنب لكن هى محستش لو لمرة انى ابنها !! مشفتش نفسها فيها، طب محستش خالص من معاملة ياسمين ليا واللى كنت بحكيه !!!!

ديمة بحزن: عندك حق يا هوبا، بس عشان خاطري أنا لو ليا خاطر عندك سامحها واصفالها هى ملهاش سند غيرك دلوقتي، ملهاش ضهر غيرك أنتَ.

مهاب: قصدك ايه !!

ديمة بالم: بابا متقبلش الموضوع، وهى اتخلت عنه، عشانك أنتَ، ياريت فاهم.

مهاب بقلق: هى فين دلوقتي !!

ديمة: عندى فى مطروح ولعلمك هى مقالتش اكلمك انا كلمتك من وراها.

مهاب: طيب طمنيها عليا عشان متتعبش.

ديمة: طيب، بس أنتَ أكلت !!

مهاب: انا مليش نفس بس جودى ضغطت عليا.

جودى تدخلت فى المكالمة: لا يا ديمة مكالش، ده كله نصب ومن الصبح بتحايل عليه.

مهاب ضحك غصب عنه: بت أنتِ اطلعى منها.

ديمة بيأس: زى ما ماما توقعت، على فكرة طب اسمع الكلام بقي، متبقاش بايخ.

مهاب بمرارة: هى بتحس بيا اصلها.

ديمة بحزن: والله بتحس بيك، بامارة انها كانت بتحبك من زمان وبتفضلك عليا أنا وجنات، رغم اننا عيالها.

مهاب: عموماً الى حصل حصل، واللى فيه خير يقدمه ربنا المهم طمنيها عشان بس متتعبش.

وقفل مع ديمة.

جودى: فكر فى الموضوع بطريقة تانية يا هوبا أنتَ دلوقتي كسبت أم تانية وبقي عندك أختين معقول مش هتحب يكون عندك أخوات تانيين من دمك !!

مهاب ابتسم: اهى دى الحاجة الوحيدة اللى حبيتها، ان ديمة طلعت اختى ومن دمى، كنت بحس والله.

جودى بتعجب: وجنات مش أختك !!

مهاب ضحك: لا هى اساسا مش بنت روميساء، ولا بنت كارم تبقي بنت ابن عم روميساء.

جودى بصدمة: يعنى مش اخت ديمة !!

مهاب: ايوة، هى يتيمة وكارم رباها.

جودى ضحكت: ايه العيلة الملخبطة دى.

مهاب: شوفى المرار الطافح !!

************"*"*********************

عيونه بصالها بوجع وهو بيترافع عنها، كانت عيونه دبلانة من قِلة النوم، تعب عشان يقدر يخرجها منها..

او حتى الحكم يتخفف عنها، قدم كل حاجة ممكن يكون وصلها، وبيدعى جواه تنور حياته بعد الضلمة اللى اتحبس فيها، كان كأنه جسم بدون روح..

أنتهت المرافعة وجيه وقت الحكم..

ميسون كانت بتطمنه بنظراته، وهو فى انتظار النطق على أحر من الجمر، إبتسام كانت كمان مرعوبة.

نطق القاضى:

بعد الاطلاع على الادلة والاوراق حكمت المحكمة حضورياً على المتهمة إبتسام فرج ثابت بالسجن 3 سنوات مع الشغل والنفاذ..

رُفعت الجلسة، مع أنسحاب روح إبتسام بالبطىء.

أيوة الحكم بالنسبة للجريمة اللى عملتها مش حاجة لكن خافت، طبيعي تخاف وتحزن.

عاصي قرب بحزن: كويس انها جت على قد كده، أنا عملت كل اللى اقدر عليه وكده الحكم تمام !!

إبتسام: بس أنا خايفة يا عاصي.

عاصي بحنية: أنا جمبك متخافيش، هفضل الـ 3 سنين دول هنا لحد ما تطلعى بالسلامة.

إبتسام حطت ايدها على بطنها: وابننا !!

عاصي ببسمة: هربيه وهتفضلى فى نظره وفى نظرى أجمل وارق بنى ادمة شافتها عينى.

إبتسام دمعت بتاثر: بحبك يا احن حد فى الدنيا.

عاصي: وأنا كمان يا قلب عاصي.

إبتسام ببسمة: هتستنانى !!

عاصي بصدق: لاخر العمر بس أنتِ شدى حيلك.

إبتسام بحزن: محدش من اهلى سال طبعاً !!

عاصي بحنية: متفكريش فى حد غيري، انسيهم.

إبتسام بحزن: شكلى هنساهم فعلاً يا عاصي.

ميسون قربت منهم: ان شاءلله الوقت هيعدى هوا، وهتبجى عال العال وهتنورى ديارنا تانى.

إبتسام ببسمة: ان شاءلله، بس خلى بالك ع عاصي يا ميسون، هو هو شكله مبياكلش وتعبان.

ميسون بمرح: ياستى متجلجيش أنا هتولى المهمة دى بس أنتِ اخرجيلنا بالسلامة بسرعه بسرعه مستنياكِ.

إبتسام: أكيد يا حبى.

بعد وقت طويل من الوداع.

عاصى أخد ميسون وروح بعد ما أطمن عليها، كانت نبضات قلبه كلها معاها، سحبت روحه وخدتها، كأن روحهم مربوطة ببعض كأنهم روح واحدة..

قعد فى شقته وميسون رجعت معاه.

***********************************

ثُبت انه مضطرب نفسياً من قِبل الاطباء النفسيين، كان مضطر يمثل الجنون وعدم الاتزان النفسي..

عشان يشوف جناته أو حتى يلمح طيفها، خرج طبعاً من السجن وانتقل لمصحة نفسية، وبمـساعدة كارم، ومعارفه خرج من المصحة على طول.

مجرد ما خرج لقى كارم منتظره برة مع ملاك.

ملاك عيونها دمعت وجريت عليه حضنته: ابنى.

نوح غمض عيونه بتعب: وحشتيني اوى يا أمى.

ملاك: وأنت كمان يا حبيبي، يالله أنتَ خاسس اوى، وشكلك مُرهق، أنا عملتلك اكل بتحبه تعالى نمشي.

نوح : مش عايز أكل، كل اللى عايزه اروح اغير هدومى عشان أروح لجنات اشوفها.

ملاك : طيب بس ارتاح الاول.

خرج من حضن ملاك، بص لكارم لقاه بيبصله بحنان واضح وبيقرب بخطوات تبان ثابتة لكنها مهزوزة.

تِعب كتير عشان يشوفه قدامه كده وكان بيتمنى نوح يصفى ويسامح وينسي، امنيته الوحيدة يشوف حب من ابنه اللى عاش عمره كله من غيره.

وقف امامه مباشرةً ونوح ساكن.

كارم عيونه فرت منها الدموع وشده لحضنه بقوة، كل الدنيا دلوقتي متقدرش تمنعه ياخد ابنه فى حضنه.

نوح ثابت تماماً ومغمض عينه، بيتلذذ بشعور الحنية والدفىء اللى عمره ما شافهم فى حياته من طاهر.

واستسلم لواقع خلاص فرض نفسه وبيقوله ان ده ابوك، ده اللى كنت المفروض تعيش معاه.

ملاك ابتسمت: ربنا يخليكم سند لبعض.

كارم خرجه من حضنه وربت على كتفه:

- مستحيل فى يوم اسيبه للدنيا.

نوح بتعب وحزن: حقها جنات كانت تحبك أوى كده.

كارم بمرح: أتحب مش كده !!

نوح ببسمة: معقول بعد اللى عملته معايا بتسال !!

كارم: صدقنى ده حقك عليا، أنتَ ابنى يا نوح.

نوح ابتسم بحزن: وطلع ليا أخت كمان، ديمة.

كارم ضحك: تصدق لسه معرفتش.

سكت لحظات وعيونه اتسعت بصدمة:

- ديمة طلع عندها أخيين شباب يا نوح.

نوح بتعجب: مش فاهم.

كارم بصله وكمل: أنتَ ومهاب.

نوح بتسال أكبر: مهاب المنشاوى اخوها ازاى !!

كارم بسخرية من القدر: ابن روميساء.

ملاك اتصدمت: مهاب طلع ابن روميساء !!

كارم: شوفتى يا ملاك !!

ملاك: مش كان اتوفى.

كارم: لا ده طلع فى حوار كبير قاسم عمله، وخده منها زمان ووهمها بموته، بس هو عايش.

ملاك بحزن: يالله، زمانها منهارة من الصدمة.

كارم: ربنا يصبرنا كلنا على الصدمات دى.

وهما فى طريقهم للبيت.

نوح بسرعة: لو سمحت وقف ثوانى، عايز انزل اجيب كام حاجة من المول لجنات.

كارم: اسمها والدى يا نوح.

نوح تنهد: عندك حق بس سيبها تطلع لوحدها.

كارم: طيب لو عايز حاجة، هخلى حد من رجالتى يجيبهالك بس أنتَ روح ارتاح.

نوح بتصميم: لا أنا هروح بنفسي.

وفعلا نزل ودخل المول اشترى لنفسه هدوم باستيل جديد بحيث ميبقاش بنفس الهيئة ليها..

غير كمان نوع البرفيوم بتاعه لحاجة تانية، واشترى ليها هيا العاب كتير وعرايس بعد ما سمع م كارم انها بتحبهم وبعد ما خلص روح الشقة بتاعه ومعاه كارم وكمان ملاك اللى اصرت تروح معاه شقته.

نوح قبل اى حاجة وقف معاهم وقال:

- أنا عارف ان اللى بيربطكم ببعض ابنكم اللى هو أنا لكن سامحونى النظام ده مينفعش، أمى أنتِ لسه ع زمة راجل تانى، هتفضلى فى شقتى دى، وحضرتك، ممكن ترجع لبيتك عادى وانا هعدى عليك أكيد.

كارم بتفهم: عندك حق يابنى، خلاص ماشي.

بص لملاك: ولو احتجتى حاجة أنا فى الخدمة.

ملاك: مستغناش يا كارم.

خد بعضه ومشي.

نوح باس راسها: صدقينى هجبلك حقك من طاهر ده، عشان أنتِ خلفتى راجل، يكونلك سند وضهر.

ملاك برضا: وانا كفاية عليا اشوفك مبسوط يا نن عين ملاك من جوة ياللى واخد حتة من قلبى.

نوح ابتسم: هتيجى معايا لجنات.

ملاك: طبعاً يا روحى.

وبالفعل جهزت ملاك، وكذلك نوح اللى كان شكله بعد الاستيل الجديد حاجة تانى خالص، كان لابس تيشرت كاجول من اللون الجورى الابيض المفضل عند جناته.

ولابس جينز راقى وجميل وطبعاً نضارته الشمسية.

كان جواه قلقان وخايف من ردت فعلها، لكن شوقه لشوفتها طغى على كل مشاعر الخوف دى.

وصل المزرعة وملاك ماشية جمبه.

نوح: امى اسمحيلى ادخلها لوحدى.

ملاك: طيب براحة عليها والنبى لحسن تتعب.

نوح هز راسه ودخلها اوضتها شافها بتلعب بالعروسة، زى الطفلة البريئة وبتكلمها، وكانت عاملة شعرها على هيئة قطتين ع الجنبين، ابتسم جواه ع لطافتها وقلع نضارته الشمسية وفضل واقف..

بيتابع كل حركاتها ببسمة حزينة.

جنات رفعت عيونها ببراءة وللولهة الاولى..

حست ان اللى واقف ده كارم رمت العروسة وجريت عليه حضنته بكل قوتها بتصرخ وحشتنى !!

نوح اتلجم ومكنش فاهم حاجة، لكنه ضمها لقلبه..

بقوة أكبر بيخفيها داخل ضلوعه، اشتياقه ليها كان اكبر من كل شىء فى الدنيا، ليه لا وهى اللى غابت كتير عن عيونه، ليه لا وهى اللى غيرته !!!

وهمس فى ودنها بحنين: وحشتيني.

جنات هنا كأنها ميزت الصوت، صوت نوح بالنسبالها مميز ومرعب، وبيخوفها، ليه لا وهى عاشت شهوور تحت رحمته، شهور حفظت فيهم حتى انفاسه..

انتفضت من حضنه ورجعت للخلف بخوف شديد.

أكنها رجعت للواقع تانى لما شافته.

جنات بعياط: نوح متقربش منى انا خايفة منك.

نوح بحزن: طيب اهدى انا مش هقرب.

جنات بتحذر: ومش هتاذينى.

نوح: ولا هأذيكِ ممكن نقعد نتكلم !!

جنات ضمت نفسها بتعيط وخايفة: ابعد عنى، امشي مش عايزة اشوفك أنا خايفة والنبى.

نوح بحنية: جناتى صدقيني مش هأذيكِ هنتكلم مع بعض شوية ومن بعيد ايه رايك !!

جنات بخوف: أنا مش بتكلم مع حد غريب.

نوح بوجع: غريب !! بس أنا جوزك.

جنات بالم: اللى خسرت ابنى بسببه مبقاش جوزى.

نوح اتصدم: ابنك، أنتِ كنتِ حامل !!

جنات بعياط: ايوة كنت حامل وسقطته.

نوح دموعه نزلت: مش معقول.

جنات بترتعش: امشي ومتجيش تانى ارجوك.

نوح: ججنات أنتِ الى بقيالى انا بحبك.

جنات بتعب: وانا شفت كتير منك بسبب حبك ده، وفاض بيا وتعبت !! فاض بيا لان عمرى ما شوفت انسان مؤذى بالشكل ده ولا عمرى شوفت عندك ذرة احساس بيا تفتكر هثق فيك تانى !!

نوح بخزى: بس أنا بقيت واحد تانى هبطل آوجعك.

جنات بمرارة: أنتَ عمرك ما هتبطل توجعنى أنت مش بتستكفى من الاذية، الله لا يسامحك على اللى عملته ولسه بتعمله فيا يا نوح باشا.

نوح حاول يقربلها، جنات خافت وارتعشت:

- لا متاذنيش والنبى، متقربش.

نوح بحزن: خلاص مش هقرب بس بصي كده جيبلك هدية حلوة، هتعجبك اوى.

طلع من الاكياس الالعاب اللى بتحبها.

جنات عيونها لمعت: ايه ده جبتهم منين !!

نوح ابتسم: عجبوكى.

جنات نتشتهم من ايده: احسن منك.

نوح ضحك: احسن منى !!

جنات بصتله ومردتش عليه.

نوح: طيب بصي هنديلك امى وهمشي بس ينفع انا اجيلك تانى، هبص من بعيد والله.

جنات: لا متجيش، مش عايزة اشوفك.

نوح: خلاص هاجى ، عن اذنك.

مشى خوفاً عليها من الضغط، وملاك دخلت ليها تانى لقتها واحدة تانية، رجعت واعية لكن راحت البهجة، واختفت البسمة من على ملامحها، فضلت جنبها.

ودعتلها كتير بالراحة، والرضا.

************************************
(فى ڤيلة يونس الخاصة)

قاعدة فى اوضتها ودماغها بتودى وتجيب فى نفس الموضوع، مش عارفة تنام، عندها وسواس صعب هى تتخطاه بسهولة، بتحلم بكوابيس رهيبة عن نفس هو الموضوع اللى من يوم ما دخل دماغها حول حياتها، لجحيم، بصت فى ساعة ايدها عايزة يونس هو اللى دايماً بيهون عليها وهو اللى بينسيها وجع التفكير.

فجاة لقت يوسف بيرن عليها.

كيان ردت بتعب: ايه يا حبيبي.

يوسف بقلق: مالك يا حبيبتي صوتك مش تمام.

كيان: أنا بخير متشغلش بالك قولى فحاجة.

يوسف: كنت عايزك تجيلى يومين تلاتة.

كيان: بابى يونس تعبان مينفعش اسيبه.

يوسف اتعصب: هو مفيش غيره، ايه مش ناوى يغور فى داهية اسكندريه يشوف شغله !!!

كيان دمعت بتعب: يا بابى بقولك تعبان.

يوسف: انا مليش دعوة بيه، وعموما كلامى مش مع عيلة زيك، أنا هكلمه هو وهشوف أخره.

وقفل السكة ف وشها.

كيان تعبت من كتر الضغط بجد ومكنش فيها دماغ لزنه لسه هتكلم يونس تقوله يقفل تليفونه..

لقت حبيبة بتتصل عليها.

كيان ردت: ايه يا حبيبة عاملة ايه !!

حبيبة: أنتِ اللى عاملة ايه ومختفية فين.

كيان بتعب: أبداً يا حبيبة، موضوع البنت اياها دى مأثر فيا ومش خارج من بالى والله تعبت.

حبيبة: طب ما تجربى تكشفى وتتطمنى.

كيان: خايفة يا حبيبة، خايفة اوى.

حبيبة: متخافيش تعالى انا عارفة كتور شاطر اوى، اهل ى يعرفوه معرفة قديمة هيخلصلك كل حاجة، وفى نفس ذات اللحظة..

كيان بامل: بجد يعنى وانا واقفة !!

حبيبة: طبعاً، عيب عليك، يونس عندك !!

كيان بسرعه: لا هو نزل من بدرى.

حبيبة: خلاص البسي وانزلى هاخدك المستشفى.

كيان قفلت معاها، ولبست فى وقت قياسي جداً..

نزلت قابلتها وحبيبة كانت فى انتظارها.

خدت تاكسي للمستشفى مع حبيبة وقلبها عمال بكل قوته بيدق بسبب التوتر والخوف من الصدمة.

كيان جواها بتعب: يارب يكون خير.

وصلت ودخلت مع حبيبة، وكل اللى بتعمله بتبص ع كل الناس فى الممرات وخوفها بيزيد، حبيبة وصلتها لحد الدكتور اللى من معارفها، وشرحتلها الوضع.

حبيبة: فهمت قصدى يا دكتور !!

الدكتور بتفهم: طبعاً متقلقيش أنتِ كنتِ كلمتينى عن مدام كيان وانا مجهزلها كل حاجة..

بص لكيان: اتفضلى معايا يا مدام.

كيان مشيت معاه مرعوبة، عملت كل التحاليل اللازمة وخرجت قعدت فى طرقة المستشفى مع حبيبة.

حبيبة بتطمنها: متقلقيش يا كيان ان شاءلله خير.

كيان دمعت: مرعوبة يا حبيبة، وخايفة كمان ع يونس لو فيا حاجة هو اكيد هيتعدى.

حبيبة: بعيد الشر عنك هتكونى بخير يا روحى.

وقعدت فى انتظار النتائج.

*************************************
(عند ڤيلة كنزى)

واقف مع يونس أخوه منتظر خروج سوزان من جوة لازم يفهم منها ليه عملت كده، يمكن يستفاد.

شافها بتطلع بص ليونس بسرعة:

- هى دى يا يونس اللى شهدت

يونس : خلاص روحلها وأعمل زى ما قولتلك هى اكيد شهدت كده غصب عنها، متخوفهاش منك.

براء: عندك حق، ادعيلى اخلص يا يونس.

يونس ابتسم: ان شاءلله خير يا حبيبي.

براء: خلاص روح أنتَ عشان تعبان وأنا هتصرف.

يونس تنهد: طيب ابقي طمنى عملت ايه، أنا مضطر فعلاً امشي عشان أشوف كيان.

يونس مشي فعلاً انما براء وخد بعضه وراح لسوزان بعد ما بِعدت شوية عن الڤيلة، واتفاجات بيه قدامها.

سوزان ارتبكت: استاذ براء !!

براء بجدية: من غير شوشرة تعالى هنتكلم.

سوزان: الله يخليلك اهلك يا بيه..

براء: تعالى نمشي بقولك وهنتكلم عشان انا واثق ان أنتِ ملكيش فى الزور وشكلك محترمة.

سوزان مشيت معاها وركبت معاه عربيته.

براء تنهد وبصلها: بصي قبل ما تقولى حاجة، انا بس عايز افهمك انى مش جاى آذيكى انا منايا تفكري بس فى الغلبانة اللى اتحبست بسبب شهادتك، فكرى فيها ممكن ايه يجرالها بسبب شهادتك دى.

سوزان بحزن: يا بيه والله غصب عنى.

براء: كنزى هددتك يعنى !!

سوزان : أنا عندى اختى صغيرة بتتعالج من كانسر بعيد عن حضرتك وكنزى هانم والحق يتقال، متكفلة بكل مصاريف الكيماوى، فـ لما حصل اللى حصل وانا رفضت اشهد زور، هددتنى باختى وانها يعنى مش هتساعدنى فى علاجها وانا ع باب الله، غصب عنى وافقتها، ولحد دلوقتي مش هقدر أعمل حاجة ولا هقدر أغير شهادتى عشان قصادها هتبقي حياة سندس أختى.

براء بخنقة: ياااه هى كنزى بالقذارة دى بجد.

سوزان: متقولش كده يا براء بيه، هى بتحبك اوى دى كانت بتنط من الفرحة لما تشوفك.

براء: طيب بصي أنا عايز مساعدتك بس، وصدقينى مش هدخلك فى حاجة ولا هى هتاذيكِ..

سوزان: مش فاهمة.

براء شرحلها اللى فى دماغه باختصار..

سوزان بتفهم: تمام بس ياريت متاذيهاش، ولا تعشمها اوى عشان بس متزعلش وتنهار.

براء: تمام كده معادنا بكرة ان شاءلله.

سوزان: تمام اول ما هوصل الشغل الصبح هكلمك، على طول بس ادينى رقم حضرتك نتواصل.

براء عطاها رقمه.

ورجع البيت من تانى، بيفكر فى الخطة اللى خطرت فى دماغه فجاة، وبيتمنى بجد تنجح.

***********************************

وصل الڤيلة ودخل اوضتهم ملقهاش، استغرب هتكون راحت فين، شك انها تكون راحت لاهلها، لكن هى مش بتخرج من البيت من غير ما تكلمه

قلق جداً طبعاً لانه ملاحظ تغيرها وخاف تكون بجد عملت حاجة من وراه، مسك فونه واتصل بيها.

مردتش فى البداية لكن مع اتصاله الكتير ردت.

يونس بقلق وخنقة: أنتِ فين وليه مبترديش !!

كيان بتوتر: مفيش يا حبيبي، انا مع حبيبة.

يونس بضيق: وليه انا معرفش انك هتخرجى.

كيان: معلش يا يونس، غصب عنى.

يونس بشك: غصب عنك !! كيان أنتِ فين !!

كيان لسه هترد، الدكتور خرج من غرفته وقال:

- نتيجة التحاليل طلعت يا مدام كيان.

يونس بسرعة: كيان تحاليل ايه، وانتى فين !!

كيان بتعب: انا فى مستشفى (....) عملت تحاليل.

يونس بتعب: أنتِ مجنونة، قولتلك أنتِ بخير، بقولك ايه انا جاى متعمليش حاجة لحد ما اجى.

وقفل معاها ووصل بسرعة قياسية للمستشفى شافها قاعدة بتعب مع حبيبة، قلبه وجعه عليها.

قرب قعد جمبها وضمها لحضنه وباس جبينها:

- طب ينفع اللى أنتِ عملتيه ده !!

كيان بارهاق: غصب عنى، يونس لو طلع عندى حاجة هتبعد عنى، هتسيبنى مش هتحمل اشوفك تعبان.

يونس بضجر: بطلى أنتِ الهبل ده وكل حاجه هتكون تمام، فين الدكتور اللى عملتى تحاليل معاه.

الدكتور كان واقف: أنا يا استاذ تحب اقولك نتيجة التحاليل ولا تشوفها بنفسك.

يونس بقلق: هى فيها حاجة !!

الدكتور بص لكيان باسف وسكت.

كيان دمعت: لو سمحت متخوفنيش، فى حاجة !!

الدكتور باسف: نتيجة التحاليل ايجابى.

كيان دموعها نزلت بالم: يعنى شكى كان صح !!

الدكتور بحزن: للاسف ايوة.

يونس بص للدكتور وقلبه هيقف: أنتَ متاكد يعنى ممكن يكون فيه خطا حضرتك دى حاجة مش هينه.

الدكتور: للاسف أنا واثق تحب تشوف تحاليلها !!

يونس قلبه بينبض برعب ودموعه اتعلقت فى عينه مش مصدق حاجة، اكيد لا، اللى سمعه مش صح.

وقبل ما يونس يرد، كانت كيان وقعت فى الارض بكل تعب من كل كتر الضغط عليها، اغمى عليها بتهرب من واقع مميت ووحش، وحش اوى.

يونس شالها بهلع: ككيان.

الدكتور بسرعة: ممكن تجيبها غرفة الكشف نطمن عليها، ان شاءلله خير.

يونس خدها الاوضة، والدكتور نفسه ابتدى يكشف عليها تحت انظار يونس اللى حاسس انه في دوامة مش عارف يعمل ايه، احساس بالعجز فظيع !!!

الدكتور بصله: استاذ يونس.

يونس بتوهان: كيان كويسة صح !!!

الدكتور ابتسم بحزن: المدام حامل.

يونس حط ايده على دماغه: يالله.

الدكتور: متخافش البيبي مش هيتاثر لو اتبعت كل التعليمات اللى هقولها، والمدام ان شاءلله تاخد كل الادوية اللى هقولها عليها وتحاول تتعايش.

يونس ماسك دماغه، وانفاسه ضاقت تدريجياً مش عارف يتحكم فى توتره وارتعاشه من خوفه عليهم، حبيبته وابنه !!!

مش عارف يتعامل ازاى ويطمنها بأى طريقة.

وهو اللى عايز طمئنينة اكتر منها.

خرج الدكتور وهى فاقت ومجرد ما استوعبت..

عيطت بانهيار كانت خايفة وطلع شكها صح.

يونس قرب ضمها لقلبه بكل ما فيه: هشش بس بس هتكون كويسة، هترجعى بخير.

كيان بتدفعه عنها: أبعد عنى سيبنى والنبى.

يونس: أنا هفضل جمبك مهما كانت الظروف.

كيان بتعيط: طب انا عايزة اكون لوحدى ممكن !!!

يونس بحب باس راسها: اعتبرينى الوحدة الى عايزة تهربى ليها، اعتبرينى مش موجود بس أطمنى.

كيان بتعب: ليه مش عايز تريحنى، يونس احنا مش هننفع بعض تانى ابعد قبل ما تتعدى منى.

يونس ضمها زيادة: هنتخطى كل الظروف سوا.

كيان عيطت فى حضنه أكتر: خايفة عليك منى، مش عايزاك تحس نفس شعورى المميت ده.

يونس: وانا لو هموت كده مش هتخلى عنك، معقول اتخلى عن حبيبتى ومراتى وام ابنى !!!

كيان شهقت برعب: أنا حامل !!

يونس: ايوة يا حبيبي، متخافيش هيكون كويس.

كيان غمضت عيونها بالم: اتمنيت كتير حتة منك بس مش بالطريقة دى يا يونس، خايفة يتاذى منى.

يونس: يا حبيبتي سيبها علي الله، احنا جمب بعض، وهنتحدى كل الظروف وانا مش هسيبك فاهمة.

حبيبة واقفة على الباب بتتابعهم بغل وحقد.

وقالت جواها: حتى بعد ما عرفت انها مريضة هتفضل جمبها، مش عارفة ايه التمسك والاخلاص ده.

كيان لاحظتها: حبيبة فى حاجة !!

حبيبة مثلت الحزن: خوفت عليكى يا كيان، وحزنت ربنا يشفيكى ويقومك سالمة.

يونس بثقة فى ربنا: ربنا مش هيخيب ظننا.

حبيبة: عموما أنتِ والدك اتصل وانا قولتله.

كيان انتفضت: أنتِ مجنونة، قولتيلهم ايه !!

يونس: كيان اهدى هما اكيد كانوا هيعرفوا.

كيان عيطت: هقلقهم زيادة يا حبيبي.

فى اللحظة دى دخل يوسف منهار ومعاه رودينا الى وشها شاحب، شحوب الموتى بسبب الى سمعته.

كيان مجرد ما شافتهم انهارت مقدرتش تصمد، ابوها كان بيضمها وبيعاتب القدر الى بيأذيه فى بناته، ليه اتكتب عليه يتوجع على بناته الاتنين بالشكل ده !!!

يمكن عشان فى يوم مكنش عايزهم !!!

فـ ربنا بيعرفه ان الضنة واحد اذا كان ولد او بنت مش هتختلف المعزة عند الاتنين، ويمكن البنات فقلبه أغلى لانهم احن، احن بمراحل كمان، دلوقتى يوسف اكتشف انه كان غلطان لما فى يوم رفض خلفة البنات.

وغلط لما اتمنى يخلص منهم، دلوقتي حس ان ربنا بيوضحله ان كان غلطان !!!

رودينا بالم: وجعتى قلبى عليكى ليه يا كيان.

كيان بتعب: بالله عليكم سيبونى انا مش عايزة حد جمبى المرض ده معدى يا ماما.

رودينا لقت نفسها بتلقائية انتفضت: مُعدى طب وابنك اللى فى بطنك ايه، مش قولتيلى انك حامل !!!

كيان: يونس اطمن من الدكتور ومش هيتاثر.

يوسف: احنا كده كده مش هنسيبك، هتقعدى معانا، هتروحى بيت ابوكى يا كيان.

يونس برفض: معلش اسمحلى اقول لحضرتك لاء هى لازم تكون فى بيتها، لو عايزين تعالوا عندنا، الڤيلة كلها تحت امركم، لكن تروح شقة حضرتك لاء.

يوسف تنهد: عندك حق الڤيلة عندك كبيرة، احنا كلنا هنروح معاكم، لازم كلنا نكون حواليها.

كيان بالم: عشان هموت قريب يعنى !!

يونس عيونه دمعت وبسرعة قال: اوعى تقولى كده تانى أنتِ هتفضلى منورة حياتى للابد.

رودينا عيطت: كان مستخبيلك فين ده يا بنتى !!

كيان مسكت فى يونس: عايزة اروح يا يونس، وياريت محدش يقول لچودى، والنبى محد يعكنن عليها.

يونس وافقها وخدها للڤيلة بتاعتهم، ويوسف جاب حاجته هو ورودينا وانتقل لهناك بجد، يونس اطمن على كيان طبعاً كان يوسف ورودينا معاه وخرج من اوضتها وهما معاه.

يونس: هنسيبها ترتاح شويه انا هنزل اجيب العلاج.

يوسف وقفه: أنتَ عارف المرض ده بيتنقل ازاى !!!

يونس بجدية: عارف وحتى لو هتعدى مش هبعد عن عيونها لحظة، وهنمارس حياتنا عادى كمان.

يوسف رفع حاجبه: طيب أنتَ كده هتبقي أكتر عُرضه للعدوة، ايه هتكمل !!!

يونس ابتسم بحزن: لو فاكر انى هتخلى عنها تبقي غلطان، كيان دى حتة من روحى.

وسابه ومشي، يوسف بص فى اثره وابتدى يعيد كل فكره عن يونس، لكنه طبعاً منتظ منه استسلام !!!

*************************************

( تانى يوم بالظبط )

فى ڤيلة كنزى بالتحديد.

وصل الڤيلة شايل بوكيه ورد أحمر، بص فيه بابتسامة خبيثة عشان يتاكد من وجود الكاميرا الخفيه فيه.

ومن بعدها دخل بعد ما سوزان فتحتله.

براء بصوت واطى: هتنفذى مجرد ما اخرج من هنا، وحاولى تقفى معاها قدام البوكيه مباشرةً.

سوزان بتوتر: أحم.. حاضر هطلع اناديها.

براء قعد فى رسبشن الڤيلة، وسند البوكيه فى زاوية حلوة وبص على السلم فى انتظارها.

كنزى نزلت بخنقة لانها واثقة انه جاى عشان فريدة، مش عشانها، لكنها متعلقة بيه وبتحب تشوفه.

قعدت قصاده بهدوء: لو كنت جاى عشان فريدة..

براء قطعها: اسمعينى الاول، ممكن !!

كنزى بصتله بأمل: جاى فى حاجة تانية !!

براء تنهد: الحقيقة اه بصي أنا فكرت فى الموضوع كده وحسيت ان فريدة ظلماكى فعلاً.

كنزى: شوفت يعنى متاكد انها اتهجمت عليا.

براء: امممم يعنى حاجة شبه كده.

كنزى بأمل: شوفت انها وحشة يا حبيبي.

براء ببسمة حزينة: شوفت وعرفت فين الخير.

كنزى ابتسمت: يعنى هنرجع !!

براء: بصي انا جيت اتكلم وافهمك اللى حسه لكن لا مش هقدر اتخطى تجربتها الفاشلة.

كنزى: خد وقتك انا معاك فى أى حاجة.

براء: تمام هسيبك أنا وامشي.

وخد بعضه وخرج قعد فى عربيته، بعد ما انهى مهمته كان لازم يدخل الداخلة دى عشان متستغربش مجيته لبيتها وخصوصا فى الظروف دى !!!

ومسك تليفونه بيتابع الكاميرا..

مجرد ما خرج، كانت كنزى هتطلع اوضتها.

لكن سوزان وقفتها وقالت:

- كنزى هانم ممكن اتكلم معاكى شوية !!

كنزى بملل: خير يا سوزان.

سوزان: بما ان يعنى سيادتك رجعتى للبيه، اروح انا اسحب شهادتى واطلع الغلبانة دى بما انه هيسيبها.

كنزى اضيقت: بت أنتِ مش قولتلك اقفلى الموضوع ده فريدة انا سجنتها ومش هخرجها تانى.

سوزان: بس هى معملتش حاجة ولا اتهجمت عليكِ ليه تظلميها يا هانم حرام.

كنزى بعصبية: شكلك نسيتى تهديدى، ونسيتى اختك اللى ممكن تموت لو فصلتك من الشغل ومدفعتش اى مصاريف لعلاجها.

سوزان بحزن: انا عمرى ما حبيت اشهد زور.

كنزى نفخت: اللى هنعيده هنزيده، سوزان اغفى من وشي الساعة دى، ولو فكرتى تغيري شهادتك انسي ترجعى تشتغلى عندنا تانى..

وسابتها وطلعت، سوزان بصت للكاميرا بمعنى انها كده اتمت مهمتها، براء طبعاً ما صدق.

خد الفيديو وانطلق لقسم الشرطة، عشان يقدم دليل براءة مراته، وفعلاً قدمه وكان سهل ان فريدة تطلع، لان كنزى شهدت وقالت كل حاجة عن نفسها..

مجرد ما دخلت مكتب المامور لقته مبتسم

فى انتظارها، والماور استاذن وخرج.

فريدة عيونها دمعت: اقسملك بموت فيك.

براء بمرح سحبها لحضنه الكبير: من أمتى سلامى بيبقي كلام يا مزتى، انا بتعامل بالاحضان.

فريدة مطمنة وتنفست براحة: متعرفش من غيرك كنت عملت ايه يا حبيبي، اقسملك أنتَ عندى بالدنيا.

براء بحنان: وأنتي بالنسبالى حياتى، طمنينى عليكِ.

فريدة ابتسمت وحضنت ملامحه: أنا نسيت كل شىء وحش قبل اللحظة دى، نسيت كل اللى عدى.

براء باس جبينها: يارب دايما تبقي بخير.

بعد شوية المامور دخل، وقالها تحب كنزى تتعاقب ع اللى عملته فيها أو هى مسامحة، فريدة رفضت كنزى تتعاقب، ودعتلها بصلاح الحال.

براء خدها وروح لبيتهم وكان بيدعى تكون دى اخر ازماتهم، وتكون حياتهم كلها سعادة وبس.

************************************

كنزى مجرد ما وصلها الخبر،

كأنها همدت، انهارت و فقدت كل ذرة تماسك، صرخت بتعيط بـ اعلى صوتها، صعبت عليها نفسها ليه لا وهو كان أول حب فى حياتها، يمكن محبهاش بس اتعلقت بيه وكانت بانية احلام كتير ليهم مع بعض.

سوزان حزنت عليها: اهدى يا هانم.

كنزى بدموع: سابنى يا سوزان كان بيضحك عليا.

سوزان بتواسيها: صدقينى عوض ربنا موجود.

كنزى بمرارة: صدقينى انا انتهيت كده، مسكت فيه بايدى وسنانى عملت المستحيل عشانه لكن..

سوزان بحزن: ده دليل انه مش نصيبك، ولا هو ده، اللى هيعرف قيمتك، انسيه وابداى من جديد.

كنزى بتعب: حاسة انى مش قادرة اعمل حاجة.

سوزان باقتراح: ممكن تسافرى غيري جو، وعالجى كمان ايدك قبل ما تتشوه اكتر.

كنزى هزت راسها: ايوة انا كنت هسافر اعملها تجميل، عند جوز غزل صحبتى فى اسطنبول فـ تركيا.

وتقريبا ده الوقت المناسب..

جهزت شنطتها، طبعاً كلمت اهلها وعرفتهم وراحت المطار حجزت اول طيارة لـ تركيا.

كلمت غزل وفهمتها انها جاية، غزل رحبت جداً بيها، وطلبت منها تروحلهم بيتهم كنزى رفضت..

غزل بياس: طيب خلاص انا عارفة انك عنيدة تعالى اتعشي معانا النهارده، بعد ما ترتاحى فى الفندق.

كنزى: طيب كده تمام.

وقفلت معاها، وصلت فى غصون 3 ساعات طيران، وخدت اوضة بيها فى فندق، غيرت وجهزت بالكامل وذهبت لبيت صحبتها، خبطت فتحتلها غزل..

غزل حضنتها بحرارة: وحشتيني يا كوووكى.

كنزى: وأنتِ كمان يا حبوبتى.

غزل بحماس: تعالى تعالى سلمى على رمزى، ده كان منتظرك بفارغ الصبر، وحشتنى ايام زمان يابت.

كنزى دخلت لقت رمزى خارج من المطبخ ، رمزى ابتسم لما شافها ووقف سلم عليها.

كنزى ابتسمت بتكلف: معلش بقي هنتعبك يا عم، أنا قولت مفيش غير رمزى هيخلصلى الموضوع ده.

رمزى ضحك: شكراً لثقة العمياء يا صديقتى، بس انا دكتور تجميل فاشل، اسالى صديقى.

كنزى بتعجب: مين !!

رمزى بضحك: نسيت اقولك اصل انضمن لينا فرد جديد فى الشلة، استنى هو جوة فى المطبخ كان بيجهز معانا الاكل.

اهو خرج، تعالى يا سيدى شوف صديقة طفولتنا اللى حكتلك عنها واللى غزل مصدعانا بيها.

كنزى اتصدمت: حبيب !!! مش ممكن.

**********************************

يتبع...

Comment